لجنة وطائرة
يبدو أن الحكومة ستستمر في اتباع أسلوب «ضربة على الحافر، وضربة على المسمار» في ما يتعلق بمجمل الأوضاع، وبمحاربة قوى الفساد والتخلف بشكل عام، لفترة قبل ان تستقر الأمور لها اما بفساد كامل او بنجاح قريب من الكمال. ففي بادرة مشجعة قامت اخيرا ببث الروح في لجنة ازالة التعديات. ويكفي لفهم خطورة عمل هذه اللجنة وما تسببه من ازعاج للمفسدين، قيام نائب «كبت أمه» بالتحذير من أعمالها الاستفزازية، كما وحذر نائب آخر، وهو امام مسجد سابق، وممن اثيرت حولهم شبهة مالية من مسؤولين حكوميين، وتم حفظ التهم ضده لعدم كفاية الأدلة، حذر من عودة الممارسات «الاستفزازية» والتعسفية التي تقوم بها ما تسمى بلجنة ازالة التعديات، والتي اعتبرها دولة داخل الدولة! مؤكدا أن تلك اللجنة تمثل كابوسا مزعجا يؤرق راحة المواطنين (يا حرام!) كونها تنزل الى ادنى مستويات الملاحقة (!!) كازالة خيام صغيرة يضعها المواطنون في حدائق منازلهم وتبنى وتزال في دقائق. واعتبر الامام السابق والنائب الحالي، ان احياء أعمال لجنة الازالة والصرف عليها سينعكسان سلبا على «رفاهية» المواطن الكويتي، وأن الوقت الحالي ليس وقت لجنة ازالة وميزانيتها ومكافآت العاملين فيها ومصاريف سياراتهم الخاصة، في وقت يعاني فيه المواطن وعائلته من الكثير، وانهم بين مطرقة ملاحقتهم وسندان الخراب الذي يخلفونه وراءهم! ولا أدري ان كان يتكلم عن مواطنين كويتيين ازالت اللجنة خياماً يقضون فيها أوقات الفراغ، أم يتكلم عن لاجئين سوريين أزالت الحكومة التركية خيامهم؟
وطالب سمو رئيس مجلس الوزراء -وكأن مجلس الوزراء ورئيسه لا عمل لهم غير الانصات لطلبات النائب وكبتاته- بوقف «وحشية» (هكذا) ممارسات اللجنة، وأسلوبها التدميري تجاه حدائق ومظلات وأشجار المواطنين التي يسعون للاستمتاع بها، موجها حديثه الى رئيس الوزراء قائلا: أوقف هذا الكابوس المؤذي، فالكويتيون يحتاجون كل دعم منكم ونعرف حرصكم ودعمكم وشفافيتكم في ذلك.
وهنا نتمنى على اللجنة، التي سبق ان أرسلت لنا ثلاثة انذارات ازالة وقمنا بالاستجابة لها كاملة في حينه، عدم التوقف عند صراخ هؤلاء النواب، والاستمرار في عملها، وان يكون رد فعلها الاستمرار في مهمتها.
***
ملاحظة: ورد على الصفحة الأخيرة من القبس (الجمعة) أن الأمير وليد بن طلال اشترى طائرة عملاقة بمبلغ 500 مليون دولار، وقد أصبت بالرعب لما تكلفته وما بها من تجهيزات فاخرة من حمام تركي، وجدران من المرمر وقاعة موسيقية وموقف لسيارة الأمير الخاصة، ولكن سرعان ما زال رعبي واطمأن قلبي بعد أن علمت بأن «الايرباص 380» هذه مزودة بسجادة صلاة يقوم جهاز كمبيوتر بادارتها باستمرار تجاه القبلة! ولك أن تتخيل وضعية جسم صاحبها وهو يؤدي الصلاة، والطائرة تحلق على ارتفاع 35 الف قدم فوق الارض