اللذة وغسل الأموات
امور غريبة عدة اصبحت تحيط بنا وتملأ حياتنا هلعا من الكارثة الاخلاقية المقبلة التي تحاول لجان «الكر والفر وكره البرد وحب الحر» الترويج لها.
فقد اعلنت وزارة الاوقاف، بالتعاون مع «مبرة طريق الايمان» دعوة الجمهور لحضور فعاليات «رياض الجنة» للاستماع لمحاضرتين «جماهيريتين» واحدة في الفردوس وهذه «اوكي»، والاخرى في العديلية، وهذه «ليست اوكي»، وورد في الاعلان ان «عباس بتاوي»، المختص بغسل الموتى، القادم لنا من السعودية سيلقيهما، وسيكون موضوع المحاضرتين «وقفات مع مغسل الاموات»!!!
وورد في النشرة الجماهيرية ان المحاضرة ستتضمن عرضا مرئيا لمغسلة الاموات، وسيكون هناك مكان مخصص للنساء.
على النسق العظيم نفسه، قامت جهة مجهولة بنشر اعلانات مكلفة في الصفحات الاولى من غالبية الصحف عن «كيفية التلذذ بالصلاة»، وادعى منظمو الحفل، المجهولو الهوية، ان المحاضرة الاولى، التي القاها رجل الدين «الشاب فلان الفلاني» قد حضرها 20 الف شخص! علما بأن وسائل الاعلام في حينه ذكرت ان الرقم كان اقل من نصف ما ادعوا! حدث ذلك بالرغم من ان الإعداد للمحاضرة تم بطريقة حزبية واضحة تمثلت في نقل الشباب من مراكز تجمع معروفة، وبحافلات مؤجرة، قبل وقت طويل من بدء المحاضرة، التي اقيمت في مسجد الدولة الرسمي الذي جعلته «الحكومة الرشيدة» رهن بنان وسبابة احد الاحزاب الدينية المسيسة حتى النخاع، كما ورد في الاعلان ارقام اربعة خطوط هواتف نقالة وضعت خصيصا تحت تصرف الرجال والنساء للرد على الاستفسارات!
الغريب ان اي جهة لم تتبرع، كتابة او شفاهة، بوضع اسمها على الاعلان، وهذا ما يريب حقا، فإن كان موضوع المحاضرة يصنف ضمن اعمال الخير فما الداعي لتوخي السرية فيه واخفاء اسم الجهة المنظمة، واللجوء إلى أساليب الخش والدس؟ فهذه السرية تعني ان في الامر ما يريب.
لقد صلى المسلمون لاكثر من 14 قرنا بكل هدوء وثقة، وفجأة خرج عليهم من يرغب في ادخال اللذة في صلواتهم وهو عالم بأنه لا يخاطب هنا عقولهم بقدر ما يخاطب غرائزهم، وماتعنيه «اللذة» للكثير من الحضور من الجنسين، وهذا تصرف لا يستقيم والمنطق، ولكن من نخاطب هنا، والجهة المسؤولة اختارت الانزواء بعيدا عن النقد والمسؤولية، بعد ان صرفت اكثر من 30 الف دينار على «حملة لذة مباركة»!!