المؤذن
ورد في الصحف المحلية، نقلا عن انباء السعودية، خبرا يتعلق بقيام السلطات هناك بإلقاء القبض على مؤذن مسجد من الجنسية البنغالية متورط في ادارة شبكة دعارة.
لا نريد هنا التحامل اكثر على المواطنين البنغال وسرد مختلف القصص والحكايات عن غريب جرائمهم ومدى تفننهم في استنباط اكثر طرق النصب والاحتيال براعة، فقد نالهم منا ومن غيرنا الكفاية، وحكومتنا، ولاسباب كثيرة، لا ترغب في منعهم من دخول البلاد، ويبدو بالتالي ان علينا العيش مع جرائمهم الى ان تستقر اوضاع لبنان قليلا لنذهب للعيش هناك بعيدا عنهم وعنها، واقرب لامور جميلة اخرى!!
موضوع اليوم يتعلق بمهنة المؤذن الفريدة، التي لم تكن اصلا مهنة في تاريخ الاسلام والمسلمين، ولم تكن تؤدى مقابل اجر محدد، كما لم تكن قط مهنة كاملة بالمعنى المفهوم.
تعتبر ظروف وطبيعة عمل المؤذن في ايامنا هذه، والتي لا تستغرق منه اكثر من نصف ساعة في اليوم، مقابل 8 ساعات عمل لاي وظيفة اخرى، وظيفة طاردة من جهة ومصدرا للمشاكل من بعض القائمين عليها.
فان يقوم فرد مختص وبأجر محدد فجر كل يوم لاداء الاذان لدقائق، ومن ثم الخلود للنوم والراحة لسبع ساعات لاداء الامر ذاته لدقائق اخرى وتكرار الفعل ذاته ثلاث مرات اخرى في اليوم نفسه، امر لا يستقيم وعالم السرعة والانتاجية العالية الذي نعيش فيه.
وبالتالي من المهم اعادة النظر في هذه الوظيفة، إما عن طريق ميكنتها وإما فتح مجال للمتطوعين الراغبين في ادائها تقربا وتبركا، وبعد اجراء اختبار بسيط لاصواتهم وطريقة ادائهم للأذان.
يوجد في الكويت اكثر من 1300 مسجد، وهذا يعني وجود اكثر من 1500 مؤذن مستورد بأجر كامل، للقيام بمهمة يستطيع اي مواطن او مقيم القيام بها بكل سهولة، فلماذا لا تفكر الدولة في توطين هذه المهنة ببرنامج قابل للتطبيق بدلا من ان نكون عالة على دول العالم في مهمة لا يستغرق اداؤها اكثر من 30 دقيقة في اليوم؟ ولا نود هنا التطرق لما سببه ويسببه الكثير من المؤذنين من مشاكل للمجتمع ولوزارة الاوقاف.