سلف وإخوان وعقد المليارات
تقوم عدة شركات وطنية بالمشاركة في مناقصة مستشفى جابر الاحمد، الذي طال انتظاره، وهو المستشفى الذي سيكون الاكبر في الكويت، وربما في المنطقة. ونظرا لحجمه الكبير، فإن من شبه المستحيل على طاقم وزارة الصحة ادارته بكفاءة بعدد أسرته الذي يتجاوز الألف. ومن المتوقع ان تزيد التكلفة النهائية للمشروع على المليار دولار، وكانت التكلفة المقدرة له قبل سنوات قليلة فقط لا تتجاوز ثلث ذلك، ولكن هذه قصة اخرى في مسلسل التأجيل الكويتي المعروف!!
أسدل المجلس البلدي الستار قبل ايام على موضوع «حرب داحس والغبراء»، او المصفاة الرابعة، وذلك باقراره وتخصيص المساحة اللازمة لبناء المصفاة وتأكيد سلامة طرحها. علما بأن التأجيل المتكرر والصراع على الفوز بها رفع تكلفتها من اقل من ملياري دولار الى خمسة مليارات دولار!!
وقد احتدم صراع شرس بين مجموعة من نواب احياء التراث، اي السلف، ومناوئيهم من نواب الحركة الدستورية، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان، اضافة الى مجاميع اخرى للفوز بمناقصة مشروع المصفاة الرابعة.
فمليارات الصفقة نجحت في محو واذابة جميع الفروق المذهبية والسياسية بين الاطراف المتنازعة، بحيث اصبحت الحلبة مفتوحة للجميع بشكل متساو، سواء من ناحية الضرب تحت الحزام او التشهير بالسمعة، فلا فرق بين سلف او تلف او اخ او عدو، فالجميع يجري وراء عقد المليارات، غير عابئ بما تتطلبه اللحية من وقار، وما يعنيه قصر الدشداشة من زهد، وما يشير إليه المسواك من كره في الدنيا ومادياتها، فالجائزة او الوليمة المليارية اكبر من أن نترك للغير.
ان مشروع المصفاة الرابعة بين لكل غافل، ان المسألة برمتها تختصر بعدد من الدنانير التي تتهافت على الفوز بها عدة جهات ذات مصالح اقتصادية متشعبة، وبالتالي لا علاقة للدين او الزهد والسلف الصالح بالامر. فهذه تترك لسذج هذا الاتجاه الديني او لصبية الاتجاه الآخر، ويلهونهم بالشعارات والخطب والمنشورات وكيفية غسل الموتى والتلذذ بالصلاة، في الوقت الذي ينشغلون هم فيه بجمع المليارات!!