كارما شارون والزنداني وزغلول

1- ترتبط الممثلة الأميركية «شارون ستون» بعلاقة صداقة روحية عميقة بالـ «دلاي لاما dalai lama»، زعيم التبت الروحي الذي طرده الصينيون من وطنه عام 1959.
من واقع صداقتها تلك، وفور انتشار أنباء الزلزال الذي ضرب منطقة شسوان في الصين أخيراً، والذي تسبب في وقوع أكثر من 70 ألف ضحية، صرحت «ستون» بأن هذا الزلزال ما هو إلا «كارما»، وتعني بلغة المندرين، «عقاب السماء»، وذلك بسبب الجرائم التي اقترفتها الصين بحق شعب التيبت وطردها للدلاي لاما من وطنه وقتل أتباعه!!
تصريحات الممثلة «ستون» التي اعتذرت عنها بعد ذلك، أثارت موجة استياء كبيرة في الكثير من الدوائر، وبالذات في الصين التي أعلنت عن مقاطعة أفلامها والتوقف عن عرض منتجات التجميل الفرنسية التي تقوم بالدعاية لها مما سيفقد الشركات المتعاقدة معها مئات ملايين الدولارات.
كنت أعتقد ان قضايا العقاب السماوي تقتصر على حفنة من «مفكرينا» ولكن يبدو، بعد دخول الآنسة «ستون» على الخط، ان الكثيرين من خارج «منظومتنا الفكرية يؤمنون أيضاً بهذا النوع من العقاب الأزرق.
2- ورد في «القبس» 25-6، ان السيد طارق رجب أكمل قائمة الشخصيات المسلمة التي حازت جوائز نوبل. وقال السيد طارق في رسالة له لـ «القبس» تعليقاً على ما نشر فيها في الأسبوع السابق، ان «محمد البرادعي» مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية نال نوبل للسلام عام 2005، وبذلك يكون رابع عربي يحصل على هذه الجائزة والثاني في فرع السلام!!
لقد لفت قارئ حريص انتباهنا لحقيقة ان جائزة نوبل للسلام منحت للوكالة الدولية للطاقة وليس لشخص مديرها العام، الذي استلمها بصفته الوظيفية وليس لإنجازاته الشخصية.
هذه الحادثة البسيطة ذكرتني بكم الانتقادات والاتهامات التي لم يتوقف نفر منا عن توجيهها للمشرفين على منح جائزة نوبل بأنهم صهاينة وأنهم منحازون لليهود، أو معادون للعرب والمسلمين!!
لسنا هنا في معرض الدفاع عن حيادية مؤسسة جائزة نوبل، ولا هم بحاجة لدفاعي، ولكن من حقنا التساؤل عن المنجزات العظيمة التي قدمناها للبشرية والتي كانت علماً بارزاً في أي من المجالات الستة التي تمنح عليها الجائزة والتي لم تحظ باهتمام المشرفين على منح الجائزة؟ هل حقاً حققنا إنجازاً غير مسبوق في الطب أو الفيزياء أو الكيمياء، أو حتى الأدب، وحرمنا من نيل التقدير عليه؟
نعم، هناك إنجازات السيد «زغلول النجار العلمية، التي سبق ان أفضنا في الحديث عنها، والتي كتب عنها الزميل أحمد البغدادي بإفاضة أكثر قبل أيام، وكيف انه، أي زغلول، يرفض وجود أي طرف آخر معه في أي لقاء إعلامي يستفرد فيه للحديث عن منجزاته وعجيب أعماله!!
وهناك أيضاً الإنجاز الطبي العظيم الذي سبق ان كتبنا عنه أكثر من مرة والذي أعلن عنه قبل عام في مؤتمر الإعجاز العلمي الذي عقد في الكويت، والمتعلق بتوصل الفريق الطبي لجامعة صنعاء بإشراف «عبدالحميد الزنداني» لدواء عجيب لمرضى الإيدز!!
ولكن لجنة الجائزة في استوكهولم لم تستلم حتى الآن ترشيح أي طرف لمنح الجائزة لزغلول أو الزنداني، فلا الأول راض بالحديث لطرف محايد ولا الثاني قابل لإفراج عن نتائج أبحاثه «خوفاً من استيلاء شركات الأدوية الغربية الشرهة على أسراره»!! أثناء كل ذلك يموت ما لا يقل عن ألفي مسلم من الإيدز يومياً بسبب «تأخر» وصول دواء جامعة صنعاء لهم.

الارشيف

Back to Top