عماد السيف والسلف والإخوان
كتب صديقنا المحامي الضليع الزميل عماد السيف أننا نكن الحب الكبير والاعجاب الأكبر للشعب الأميركي ولحكومة الولايات المتحدة(!!!)
شكري العميق لكل ما ذكره الزميل من اطراء في حقي. ولكن أعتقد انه بالغ كثيرا في وصف مشاعري تجاه اميركا وحكومتها وشعبها. فأنا لا أكن الحب الكبير ولا الاعجاب الأكبر لهما بل أحترمهما، وهذا مهم، ولكن الأكثر أهمية أنني مدين، ما حييت، بالفضل لقرار الحكومة الاميركية التدخل عسكريا لفك اسري من صدام وحماية كرامتي من بسطار جنوده وحفظ استقلال وطني، واعادته لنا، وكل ما نملك، دون عناء منا ولا منة منه ولا معروف، مع حفظ حقوق شهدائنا!! وأعتقد بالتالي ان من حق تلك الدولة علي شخصيا، وعلى كل من يوافقني الرأي، أن نكون دبلوماسيين في تعاملنا معها، وهذا أضعف الايمان!! فأنا لا أطلب الركوع لها ولا السجود لرغباتها بل التصرف بما تمليه علينا مصالحنا أولا وأخيرا، دون تجريح وتعال غير مستساغ!! فلا أميركا بالأجنبية ولا نحن بناكري جميل!!. وهذا كل ما لزم توضيحه.
لا يحتاج المراقب للكثير من الخبرة والفطنة لمعرفة حقيقة مستوى أخلاقيات مرشحي الأحزاب الدينية بالرغم مما يحاول كتاب كل فريق إسباغه على جماعته من مدح وثناء.
لمعرفة حقيقة مشاعر ومصداقية كتاب وممثلي الأحزاب الدينية فان الأمر يتطلب فقط قراءة آراء بعضهم في بعض، وسماع خطب وأقوال كل طرف في حق الطرف الآخر، والأمثلة أكثر من أن تحصى!!
ولو وضعنا مرشحي الانتخابات القادمة في فئات أو معسكرات لوجدنا أنهم يتوزعون الى ثلاث:
الذين يصفون أنفسهم بالتيار الوطني أو الليبرالي، والمحسوبون على التيارات الدينية من سلف واخوان، ثم المستقلون.
لن أتكلم عن مرشحي المعسكرين الأول والثالث لأسباب عدة، أقلها انحيازي للكثيرين منهم، فغالبية أصحاب هذه الفئة هم من غير المغالين في الأمور الدينية.
ولكن لو نظرنا الى معسكر المحسوبين على السلف والاخوان، ممثلي التيار الديني الداعي لأسلمة المجتمع بالقوة، ان لم يكن بالطرق التشريعية، والذين يفترض أن تكون مرجعيتهم «الشرعية» واحدة، لوجدنا أن ما تسطره أقلام كتاب كل فريق منهم بحق الفريق الآخر وما تتضمنه مقالاتهم من اتهامات وتجريح بعضهم بحق بعض، وما يرد في ندواتهم الانتخابية من مغالطات، وكان آخر تلك كتابات الزميل السلفي محمد الشيباني والاخوانجي يوسف سليمان المطوع في حق أحزاب وقادة بعضهم البعض!!
من المفترض أننا عندما نتكلم عن السلف والحركة الدستورية (الاخوان) فاننا لا نتكلم عن أحزاب علمانية ليبرالية تغريبية وصولية، كما يحب أن يصفهم خصومهم، بل عن أحزاب دينية يقودها رجال متدينون، فكيف يمكن أن يكون أحدهما على حق وصواب، والآخر على خطأ وفسق وضلال؟ كما تقوله بصراحة كتاباتهم.
وبالتالي فان استمرار تقاذفهم بالاتهامات يعني أحد احتمالات ثلاثة:
اما أن الطرفين على صواب، وهذا ما ينفونه هم أنفسهم جملة وتفصيلا!!
أو أن أحدهم فقط على صواب، وهذا ما يؤكده كل طرف، ولكنه لا يستقيم مع الفطرة السليمة التي يدعي كل طرف تملكه لناصيتها!!
أما الاحتمال الثالث والأقرب للمنطق، فهو أن يكون الفريقان على خطأ وأنهما مجموعة من المتاجرين بالشعارات الدينية ومن مستغلي الدين لمصالحهم السياسية والمادية، وهذا على الأقل ما يقول كتاب كل طرف في حق الطرف الآخر!!
ما نطلبه من الناخبين هو الحرص ليس فقط على قراءة مقالات وسماع خطب «المتأسلمين» بعضهم عن بعض، بل سؤالهم عن هذا التناقض وسيسمعون العجب من النبذ والتكفير!
لقد وضع مصير الكويت طوال أكثر من 30 عاما تحت رحمة المنتمين للأحزاب الدينية فلماذا لا نجرب الطرف الآخر ولو مرة واحدة؟!
ملاحظة: كعادته، قام الزميل نبيل الفضل بتصحيح معلومة ما في مقال لنا. فقد ذكرنا في مقال السبت الماضي أن قائل بيت الشعر المتعلق بمكانة المعلم، وأنه كاد أن يكون رسولا، هو الشاعر أحمد شوقي، والصحيح أنه للشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان. الشكر له، والمعذرة للقراء على الخطأ.