الشعير قبل التعليم
وافق مجلس الوزراء لهيئة الزراعة والثروة الحيوانية على زيادة دعم الاعلاف الى 32 مليون دينار، اي 120 مليون دولار، وذلك بعد الزيادة العالمية الكبيرة التي طرأت على اسعار الاعلاف!
وقال مصدر حكومي ان الزيادة ستتم الموافقة عليها للمحافظة على الثروة الحيوانية التي بدأت بالتناقص نتيجة قيام الكثير من المربين ببيع مواشيهم بسبب عدم قدرتهم على شراء الاعلاف!
لاشك ان الهيئة بادارتها الجيدة تواجه مشكلة مع مربي الماشية، او بالاحرى مع النصابين منهم، وهي تقوم بعملها على الوجه المناسب، وبالتالي هي ليست جزءا من المشكلة. المشكلة تكمن في عدم قدرة، او رغبة الجهات المعنية، اي الحكومة، التفكير في الامر من خلال منظور مختلف تماما. فتحليل بعض الارقام سوف يبين لنا الامور التالية:
اولا: تطلب الهيئة دعما اضافيا يقدر بـ32 مليون دينار لدعم شراء اعلاف ماشية. ولو افترضنا ان المبلغ المرصود اصلا في ميزانية الهيئة لشراء الاعلاف يماثل هذا المبلغ فهذا يعني ان الكويت ستصرف في العام المقبل مبلغا يقارب المائتي مليون دولار دعما لشراء اعلاف.
ثانيا: ولو علمنا ان الحكومة تساهم بـ70% من ثمن كل كيس شعير، ويدفع المربي 30%، ولو علمنا ان ثمن كيس الشعير يبلغ حاليا دينارا ونصف الدينار، تدفع الحكومة 70% منه، فهذا يعني ان الستين مليون دينار كافية لشراء 60 مليون كيس شعير، ولو افترضنا ان كل بقرة وتيس بحاجة الى.. هل نستمر في العملية الحسابية (!!!).
ثالثا: مبلغ المائتي مليون كاف، ان انفق بحكمة، لشراء ما لا يقل عن مليون جهاز (لاب توب) سنويا لكل سكان الكويت من مواطنين ومقيمين، من طلبة وربات بيوت وغيرهم، من الذين لديهم ولو المام بسيط بكيفية استعمال هذا الجهاز العجيب، فربما يتمكن احدهم مع نهاية «السنة المالية» من تخليصنا من مشكلة دعم الاعلاف بمثل هذه المبالغ الخيالية.
رابعا واخيرا: لا خلاف على اهمية دور الهيئة في كل مجالات عملها الحيوية والبالغة الاهمية. ونعلم أن جزءا كبيرا من هذا الدعم يذهب لشراء اعلاف لمربين جادين واصحاب مزارع دواجن وحليب وغير ذلك، ولكن هل هناك من بإمكانه التأكيد لنا ان ما يصرف سنويا على دعم الاعلاف لا يمكن توفير جزء منه لشراء مائة الف جهاز «لاب توب» فقط (وليس مليون) لطلاب المدارس الحكومية الذين هم بأمس الحاجة اليها؟ الجواب معروف ولكنه لن يأتي ابدا طالما ستحرص الحكومة على شراء ود نواب المستقبل بكمية من العلف!!
• ملاحظة: كان مؤلما جدا منظر ذلك الضابط الكبير من القوات الخاصة الذي امسك بتلابيبه، وعفس زيه، مواطن محتج حتى كاد ان يخنقه!
ولكن المنظر الاكثر الما كان عدم تدخل العسكريين والمؤتمرين بأمر ذلك الضابط لمساعدة قائدهم واعتقال المعتدين عليه، وكأن كرامة رئيسهم وزيه العسكري والنجوم والتيجان على كتفيه لا تعني شيئا للمتجمهرين!!
نعم ان الوطن، وهيبة السلطة، يحصدان الآن ما زرعه البعض من تقاعس ولين بلغا درجة «المياعة» مع المتطرفين من الطائفيين او المتشددين دينيا والقبليين!!