الانهيار القادم
يعيب بعض الاخوان والسلف علينا تخصصنا في انتقاد ما يجري في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية!! ولو اتفقنا على صحة ذلك، وهو ليس بصحيح اصلا، فمن الصعب الاتفاق مع طلبهم بضرورة حصر هجومنا على ما يخصنا ويتعلق بنا.. دينيا ومذهبيا، لا لشيء الا لعدم وجود وزارة اوقاف اخرى خاصة بنا لكي ننتقدها، وبالتالي سنستمر في انتقاد اوضاع الاوقاف الى ان تعتدل اوضاعها.
قامت 'القبس' بتاريخ 12/2007/ بنشر اتهام لوزارة الاوقاف على مساحة نصف صفحة تساءلت فيه عما يجري بداخلها من خراب. وبالرغم من كل ما ورد في ذلك التقرير من اتهامات خطيرة فان ايا من مسؤولي الوزارة، ولا حتى موظف علاقات عامة لا يعرف كيف يسعل بطريقة سليمة، لم يكلف نفسه بالرد عليها!! وعلى ضوء ذلك لا ادري كيف يمكن ان نقبل بكل ما يجري في تلك الوزارة دون ان نرفع الصوت لعل احدا ما يسمعنا!!
فقيام وفد رفيع من الاوقاف بزيارة السودان للاشراف على طباعة القرآن، امر يثير الغيظ حقا!! فمتى كان السودان مصدرا للطباعة الفاخرة، وما الداعي لسفر وفد رفيع المقام وغليظ القوام لتوقيع 'اتفاق طباعة' مع مطبعة؟ وهو امر يمكن اداؤه من خلال الحديث من وسائل الاتصال!! وهنا نتساءل: هل للنفوذ المتزايد لامين عام المركز العالمي لنشر الوسطية، السيد عصام البشير، السوداني الجنسية علاقة بالامر، خاصة ان الوفد والامين من مشجعي فريق 'الاخوان المسلمين'؟
وكيف يمكن ان نسمع ونقرأ عن صرف خمسة ملايين دولار على 'ملتقى الحفاظ العالمي'، الذي شارك فيه اكثر من 230 شخصا من عدة دول دون هدف او معنى غير تبادل السلام والقبلات وتناول الفاخر من الطعام، وبعدها نسكت لان الوزارة 'مو وزارة أبونا'؟
وكيف يمكن قبول قيام وكيل الوزارة بالمساهمة الفعالة في تأسيس مركز لنشر الوسطية بين شباب الكويت، ثم يغير رأيه ويقرر تخصيص جهود المركز لنشر الوسطية على نطاق عالمي، وبين مليار ونصف المليار مسلم، ثم لا نصيح ولا نكتب ولا نحتج على هلامية الهدف واستحالة تحقيقه لا اليوم ولا بعد مليون يوم؟
وكيف يمكن السكوت على صرف عشرات ملايين الدنانير على هذا المركز، منذ اكثر من ثلاث سنوات، دون ان ينجح في تحقيق اي امر، وبعدها يتوقع منا 'الاخوان' التزام الصمت لان الامر لا يعنينا؟ واذا كان العالم الاسلامي بحاجة حقا لمركز عالمي لنشر الوسطية، فلماذا لم يتم إلحاقه ب'منظمة الدول الاسلامية'؟ وهل يعقل ان نعلم بأن عددا من وكلاء وزارة الاوقاف يتولون مناصب اشرافية في المركز العالمي لنشر الوسطية تحت امرة امينه العام، وهم في الوقت نفسه رؤساء هذا 'الامين' في الوزارة، ثم نسكت ولا نحتج ولا نشتكي من كل هذا الاستغلال السيئ للوظيفة الحكومية؟ ألا يعتبر كل هذا نوعا من توزيع الادوار وتقاسما فجا لثروات البلاد التي لا تخص جيلنا فقط بل هي ايضا من حق اجيال الكويت القادمة؟
ان الفساد مستمر في الانتشار جار وراءه التخلف.. وسيتبع كل ذلك الانهيار.. لا محالة!