17 ألف موقع وقناة
هناك، وعلى ذمة أجهزة الأمن السعودية، أكثر من 17 ألف موقع إلكتروني تكفيري!! وهناك، على ذمتنا هذه المرة، عشرات القنوات العربية الدينية والإسلامية بالذات، التي تبث شرورها وسمومها وتعصبها والقبيح من آرائها الى جيل كامل صغير السن متعطش للمعرفة السهلة تم تجهيزه وتعليمه لكي لا يقرأ، ويكتفي بالانصات وتقبل المتطرف من الآراء من دون نقاش، خصوصا إذا كان على رأس الناطق بها عمامة من نوع ولون ما!!
والغريب اننا، كما قال الزميل أحمد البغدادي، الأمة الوحيدة التي تربت على اللجوء الى فقيه حال تورطها في أي إشكال، وذلك لكي تأمن شر الكفر، حتى ولو كانت إجابة الفقيه خارج العقل والمنطق.
* * *
أقامت قناة الرسالة، هي قناة دينية سعودية يعمل فيها كمقدمي برامج عدد من رجال الأعمال الكويتيين المتكسبين من المواضيع الدينية، ندوة في بداية الشهر الماضي حول حكم ارتداد المسلم عن دينه!!
وجه مقدم البرنامج سؤالا للحضور وآخر للمشاهدين طلب منهم فيه التصويت على حكم المرتد، هل هو القتل أم الحوار معه أم تقديمه للقضاء؟
النتيجة كانت صاعقة ومخالفة لكل ما يحاول الكثيرون نشره وإشاعته عن انتشار روح التسامح الديني والسلام والمحبة بيننا، حيث اختار 76% من المشاركين في الاستفتاء تكفير المرتد، من دون استتابته ولا قضاء ولا سؤال ولا دستور، بل التكفير ومن ثم القتل!!
المشكلة تكمن في أن مثل هذه البرامج المتطرفة في نتائجها عادة ما تلتقط من جهات معينة تكون بانتظارها وتقوم بوضع ترجمة لها بلغات عدة عالمية ومن ثم بثها، من خلال شبكات 'يو تيوب وميمري'، الى مئات ملايين المشاهدين حول العالم أجمع للتعرف على 'خمالنا'!!
والمؤسف حقا ان الجهة التي أنيط بها قبل أكثر من عامين مهمة تلطيف وتخفيف لهجة مثل هذه الحوارات والمناقشات المتطرفة في نتائجها، وهي 'المركز العالمي لنشر الوسطية' بأمينه العام السوداني عصام البشير، عضو المكتب الحاكم في السودان، الذي انشغل بالاستقبالات وقص الأشرطة وتقبل التهاني، كبقية مسؤولي الدولة، لا يود إعارة مثل هذه القنوات أي اهتمام! وبالتالي ضاعت الخمسون مليون دينار التي أنفقت على المركز الهلامي الأهداف، ويبدو ان ناره قد خمدت أخيرا بعد خروج عبدالله المعتوق من الوزارة!! ونتمنى أن نسمع قريبا خبر وفاة المركز غير مأسوف عليه، فالمهمة التي أنشئ لها أصلا، المتمثلة بإفادة رفاق الحزب وكوادر الإخوان المسلمين، محليا وخارجيا، قد تمت على أكمل وجه، وبالتالي يجب قفل المركز قبل استيلاء السلف عليه!!
ولو كان لدى مسؤولي الأوقاف ما يخالف رأينا، في ما يتعلق بتواضع منجزات المركز وانحصاره في مؤتمرات عشاء وغداء، فإننا على استعداد للاعتذار لمسؤوليه علنا، وفوق ذلك التبرع له بمبلغ عشرة آلاف دينار، الذي يمثل ثلاثة أضعاف الراتب الشهري لأمين المركز الذي لم يقدم للكويت وللوسطية شيئا يذكر على مدى ثلاثين شهرا... ونيف!!
* * *
ملاحظة: من الناحية القانونية، كان تاريخ يوم أمس الأول، الاثنين هو 10 ديسمبر ،2007 الموافق للثلاثين من ذي القعدة 1428. وهذا يعني ان اليوم التالي له هو الأول من ذي الحجة، الموافق 11 ديسمبر، ولكن صحف جميع دول الخليج، ربما باستثناء 'القبس'، صدرت وهي تحمل تاريخي 11 ديسمبر والثاني من ذي الحجة!! فأين اختفى يوم الأول من ذي الحجة؟ وما حكم الأحكام التي قضي بتنفيذها يوم الأول من الشهر؟ هل تسقط لاختلاف التاريخ؟ وما رأي الأستاذين عادل السعدون وصالح العجيري في هذه الظاهرة الكونية غير المسبوقة؟