لكي لا يضيع الوطن
ضاع الوطن، او يكاد، وضاعت مصالح المواطنين معه بين سندان رغبة النواب في كسب الاصوات الانتخابية، على حساب الوطن والمواطن، ومطرقة السياسي المتمثلة في رغبته بالاحتفاظ بكرسيه بأي ثمن!!.
يمكن القول من دون تردد، ان الجرأة السياسية لوزير الصحة، السيد عبدالله الطويل، هي اقوى من سلفيه، الشيخ احمد العبدالله والسيدة معصومة المبارك، مع كل الاحترام لهم، ولكن يبدو ان بعض المؤشرات تدل على ان ما فشلت قوى التخلف والفساد في تحقيقه في العهدين السابقين، ربما ستنجح في تحقيقه في العهد الحالي، وهذا ما لا نتمناه لصاحب السجل السياسي النظيف والوطني المعروف، حتى ولو كان على حساب كرسيه الزائل اصلا في نهاية الامر! كما يمكن القول، باختصار شديد ووضوح اشد، ان القوى الدينية المتخلفة لا تريد فقط التخلص من وكيل وزارة الصحة، السيد عيسى الخليفة، بل تريد اكثر من ذلك بعد الانتهاء من تقديم رأسه قربانا لرضاهم عن الوزير والحكومة!! لقد قاوم الشيخ احمد العبدالله بشراسة، كما قاومت السيدة معصومة المبارك بشراسة اشد مطالب قوى الطائفية الجاهلة باقالة وكيل الوزارة، لا لشيء الا لقناعتهما التامة بنظافة يده وبقدراته الادارية المميزة وبرفضه الخضوع لمحاولات ابتزاز النواب له وللوزارة عن طريق مختلف الطلبات التعجيزية.
وبالتالي فاننا نتوقع، من واقع معرفتنا بالسيد الوزير عبدالله الطويل الا يكون موقفه اقل صلابة من موقف من سبقوه من وزراء!!
كما نطالب، رئيس الوزراء، سمو الشيخ ناصر المحمد بالتمسك بالدكتور عيسى الخليفة، ليس فقط لكفاءته وامانته اللتين اشتهر بهما، بل وايضا لكي تضع الحكومة حدا لسياسة الانبطاح للشاذ والغريب من مطالب النواب، فأي ادارة سياسية لا يمكن ان تتمنى نوعي احسن من عيسى الخليفة ومن امثاله، فتمسك يا سمو الرئيس بنواجذك بهذا الانسان، وبالشرفاء من كبار الاداريين، فان قبلت بالتضحية برأسه اليوم فستهون عليك التضحية برأس غيره غدا، لا لشيء إلا لكي تتجنب الحكومة هزة استجواب اخر!!
وان لم توقف يا سمو الرئيس طوفان التخلف المتجه نحو حكومتك، فان هذا الطوفان سيتجه في المقبل من الايام الى وطنك.