ردد 'طلبتك' 3 مرات

لم ولن تتوقف قصص النصب والاحتيال، طالما كان هناك من هو على استعداد للنصب وهناك من يشتهي الاحتيال عليه.
وقصة ذلك 'القاهري' الذي نجح في بيع احدى عربات ترام العاصمة المصرية لفلاح ساذج لا تزال تروى، ومثلها المئات في كل دولة في العالم.
تعتبر قصة انشاء بيت الكويت للاعمال الوطنية والاحتفاظ به لاكثر من عشر سنوات حتى اليوم من قصص النجاح التي درت على القائمين عليه مبالغ مالية لا يمكن التقليل من حجمها، كما كان لاحد اطراف 'البيت' علاقة بقصة اثراء ذكية اخرى جرت بعد التحرير مباشرة، وذلك عندما تم الاعلان بشكل واسع، عن الترتيب لقيام احد 'ابطال' رياضة سباق الدراجات بجولة حول العالم للدعاية لقضية الكويت، والتي لم تكن لها قضية وقتها بعد ان تم تحريرها من حكم صدام، وانه سيضع على ملابسه ودراجته ملصقات تمثل شعارات الشركات والمصارف التي ستمول رحلته الانسانية والوطنية الخيرة تلك.
نجح منظمو الفكرة وقتها في جمع مبالغ طائلة من مئات الجهات المهتمة!! ولكن دراجة 'البطل' لم تتحرك لشبر واحد خارج السور بعد ان اشيع انه اصيب في قدمه، وان الرحلة تأجلت 'مؤقتا'!! ولا يزال من مولوا تلك الرحلة قبل 15 عاما بانتظار انتهاء ذلك المؤقت الذي اصبح دائما مثل اي مؤقت اخر في 'ارض أليس العجائبية'!!
ولكن من اكثر الطرق جدوى في الكويت والتي مكنت الكثيرين من تحقيق مبالغ ضخمة لانفسهم، ولا تزال الاكثر فاعلية في تحقيق الثراء، الطريقة التالية:
الانهيار امام مسؤول حكومي كبير، او من لديه 'ميانة' على الجواخير، ورمي العقال ارضا وتقبيل رأسه او كتفيه وترديد 'طلبتك.. طلبتك.. طلبتك'!! وتخرج من عنده بعدها متأبطا صك قسيمة لتربية المواشي بمساحة 5000 متر مجانا مقابل دفع ايجار سنوي للدولة لا يزيد على 5 آلاف دينار، والقيام بعدها بتسوير الارض ووضع سقف لها.. ومن ثم تأجيرها كمخازن، بملبغ لا يقل عن 75 الف دينار سنويا، ويقوم صاحبها بعد ذلك باصدار كفالات اقامة لمائة عامل تقريبا بعد تحصيل رسم لا يقل عن 600 دينار من كل عامل، ورميهم بعدها في الشارع ليدبروا امورهم!! وان وجد بينهم مصاب او اكثر بوباء او مرض معد فيمكن استخراج شهادة خلو من الامراض، والسوابق حتى، له مقابل مبلغ اخر، وان رغبوا في الحصول على ترخيص قيادة مركبة فهذا يمكن تدبيره ايضا بمقابل.. وهكذا!!
وفوق هذا وذلك يقوم ذلك المواطن، صاحب الجاخور او الزربية، بمراجعة هيئة الزراعة للحصول على كميات كبيرة من الاعلاف الحيوانية المعدومة الثمن كغذاء لابله وخرافه وبقره، ليقوم ببيعها في السوق السوداء بربح جزيل، لعدم حاجته للعلف فلا ناقة لديه في الزريبة ولا بقر!
ومحصلة كل ذلك، والتي تزيد على 30 الف دينار سنويا، كافية لجعل ذلك المواطن يعيش عيشة الاثرياء من دون جهد يذكر غير قبلة على الرأس او الكتف ورمي عقال وترديد كلمة 'طلبتك' ثلاث مرات!!

الارشيف

Back to Top