النسبية وكاونتر 'الكويتية'
-1 من أكثر الأمثلة التي كان العالم ألبرت اينشتاين يذكرها عندما يطلب منه شرح نظرية 'النسبية' للبسطاء من الناس، من أمثالنا، وهي النظرية الصعبة الشرح والتي تتعلق بنسبية كل امر في الوجود، ومن تلك الامور الوقت. فساعة كاملة مع من تعشق ستمر كالدقيقة، اما عندما يطلب منك الجلوس عاديا ولدقيقة واحدة فقط على سطح صفيح ملتهب، فان الدقيقة ستبدو ساعة!
وهذه قصة من الانترنت تبين كم هي الامور نسبية حتى لأكثر الناس فهما وتفهما!
كان رجل يتمشى في 'السنترال بارك' في نيويورك عندما شاهد كلبا شرسا يهجم على فتاة صغيرة بقصد ايذائها. لم يتمالك الرجل نفسه فقفز على الكلب وتصارع معه وتمكن في نهاية الامر من قتله وانقذ الطفلة الصغيرة من موت محقق.
تصادف، لحظة وقوع الحادث، مرور صحافي معروف من جريدة محترمة وشاهد كل شيء فتقدم للرجل شاكرا له شجاعته وعرف بنفسه وقال له: أنت بطل، وعنوان صحيفتي الرئيسي ليوم غد سيكون كالتالي: مواطن من نيويورك ينقذ طفلة صغيرة من موت محقق!!
وهنا قال الرجل للصحافي: ولكني لست من نيويورك. فرد الصحافي قائلا: في هذه الحالة سيكون العنوان: أميركي شجاع ينقذ طفلة من براثن كلب! فقال الرجل ولكني لست أميركيا حتى!! فقال الصحافي: من أين أنت اذا؟ فقال الرجل: أنا من باكستان!
وفي صباح اليوم التالي تصدرت الجملة التالية جريدة ذلك الصحافي:
'.. ارهابي باكستاني يقتل كلبا أميركيا بريئا'!!
انها النسبية ولا شيء آخر.
***
-2 كنت في القاهرة قبل عدة أشهر، وأتذكر انني كتبت مقالا بعد عودتي عن سوء المعاملة التي يلاقيها المسافر عند المغادرة أمام حاجز الوزن في مطار القاهرة. وتطرقت في حينه لقذارة السجادة الملقاة أمام حاجز الدرجة الأولى. لسبب ما قمت يومها برفع أحد أطراف السجادة فوجدت أن اسفلها اكثر قذارة من وجهها. ووجدت ملصقا معلقا بها من أسفل فوضعت عليه بقلمي علامتي (**).
زرت القاهرة قبل أيام، وبعد سبعة اشهر، من آخر زيارة لها، وفي يوم العودة اكتشفت ان تلك السجادة القذرة الكريهة المنظر لا تزال في مكانها أمام حاجز وزن أمتعة الدرجة الأولى!! قمت، وبدون تردد، برفع طرف محدد منها بقدمي لأتفحصه، ولم أفاجأ برؤية ذلك الملصق في مكانه وعليه علامتي حرفي 'الإكس'!! وهذا يعني ان السجادة لم تلمسها يد التنظيف منذ سبعة اشهر، اضافة الى عشرة اشهر سابقة على ذلك.
ومنا الرئيس 'الكويتية' الجديد، الذي يعرف جيدا أن أكبر الحرائق تبدأ من مستصغر الشرر.