مطار فواز الدولي

أرسلت أحد سائقي الشركة إلى المطار لاستقبال مدير عام شركة 'دانمركية'. بعد ساعتين من موعد وصول الطائرة التي تأكدت من هبوطها، وقمت بالاتصال بالسائق للاستفسار عن سبب التأخير فقال انه لا يزال بالانتظار، وانه لا يزال يحمل اللوحة التي دونت عليها اسم الضيف الدانمركي المهم.
شعرت بالقلق على مصير الضيف، خصوصا أن تلك كانت زيارته الأولى للبلاد، فقمت بإجراء بعض الاتصالات الهاتفية بأمن المطار تأكدت بعدها أنه دخل البلاد...بسلام، حسب كمبيوتر الداخلية. ما ان أنهيت المكالمة حتى تلقيت أخرى من الضيف يخبرني فيها أنه وصل إلى فندق الشيراتون، وأنه بخير، فاعتذرت منه لعدم تمكن السائق من الالتقاء به، وأرسلت من قام بإحضاره!
لم أعرف حقيقة ما حصل في المطار وسبب عدم تمكن الضيف من رؤية اللوحة التي تحمل اسمه، وأرجعت الأمر لتقصير من طرف ما، لكن الظروف اضطرتني بعدها بيوم للذهاب شخصيا للمطار لاستقبال صديق قادم من لبنان، وهناك اكتشفت سبب عدم تمكن السائق من الالتقاء بالضيف، فقد قامت جهة 'غير مسؤولة وغير مبالية' بإغلاق ممر صالة الوصول الواسع الذي يؤدي لبوابات الخروج، قامت بإغلاقه من منتصفه بحواجز عالية، وحولت تلك الجهة مسار القادمين إلى مخرج يقع على اليسار أو آخر على اليمين!! وهذا يعني أن سائق الشركة ربما كان يقف عند المخرج الأيمن عندما خرج الضيف من الجمارك واتجه، ربما، للمخرج الأيسر، وبذلك لم يتسن لأي منهما رؤية الآخر!! حصل هذا معي وربما حصل ولا يزال يحصل مع غيري، وهو وضع سخيف لا وجود له في أي مطار في العالم مهما كانت درجة تخلف الدولة، فالقادمون في جميع المطارات يخرجون عادة من بوابة واحدة بحيث يمكن رؤيتهم بسهولة، ولا حاجة بالتالي للالتفات هنا وهناك بصورة دائمة والتلصص بين أجساد المستقبلين والنطنطة بين هذا المخرج والآخر، كما حصل معي شخصيا في ذلك اليوم!
رغبة منا في إصلاح هذا الوضع المعوج قمنا بالاتصال بالسيد فواز الفرح، الرئيس الجديد للطيران المدني، والمسؤول عن المطار، لأعلمه بما حصل معي، وربما مع آخرين، ولكن مساعده أعلمني بأنه مشغول. تركت رقم هاتفي الخاص وطلبت منه الاتصال بي فور تفرغه. لم يحدث ذلك فاتصلت في اليوم التالي فأكد مساعده أنه سيكلمني فور الانتهاء من اجتماعه، ولكنه لم يتصل!
اتصلت في اليوم الثالث، فأكد لي المساعد أنه سيتصل بنا حتما خلال عشر دقائق.. وها قد مرت، حتى ساعة كتابة هذا المقال، أكثر من 1500 دقيقة من دون أن نتلقى منه أي اتصال!
نكتب ذلك بمناسبة تصريح الرئيس الفرح في 'القبس'، 20/9، الذي ذكر فيه أنه يسعى لتوسعة المطار ليواكب الجيل الجديد من الطائرات! ونحن هنا نتمنى عليه قبل ذلك أن يتواضع وينظر حوله وينظم المطار بصورة لائقة ليواكب الجيل الجديد من المواطنين! فالمطار أصلا لاستخدام البشر وليس للطائرات فقط!

الارشيف

Back to Top