روائع 'مايكل أنجلو' (على الإنترنت)
يعتبر مايكل أنجلو من اعظم فناني عصر النهضة في اوروبا.
ولد انجلو في مدينة كابريسي في ايطاليا عام 1475 وماتت امه عندما كان في السادسة وبالتالي فقد الحنان وهو صغير.
كان والده يريد منه امتهان التجارة، وعندما اخبره مايكل برغبته في ان يصبح فنانا انفجر غاضبا وقال: الفنانون عمال وليسوا بأحسن من صانعي احذية!
ما ان بلغ انجلو الثانية عشرة من العمر حتى اصبح من رسامي فلورنسا وعاش في قصر عائلة ميديتشي الحاكمة انذاك.
بدأ بالنحت تحت اشراف معلمه دونالتو، وكان تمثال باخوس، اله الخمرة عند اليونان، اول روائعه، بعدها قرر دراسة التشريح لمعرفة مواصفات الجسد عن كثب لكن الكنيسة عارضت ذلك بشدة بيد أنها عادت ووافقت بعد ان تعهد لها بنحت صلبان خشبية فنية، وقد اصيب انجلو بالمرض عدة مرات نتيجة انشغاله بالتشريح، ولكن هذا الهوس ساعده كثيرا في اعماله المستقبلية، وكانت باكورة ذلك رائعة 'السيدة العذراء' المحفوظة في كنيسة سانت بيتر في الفاتيكان وتمثال النبي داوود.
كان مايكل انجلو يرغب في التخصص في فن النحت ولكن البابا جوليوس الثاني اصر على تفرغه لرسم اجزاء كبيرة من حوائط كنيسة سيستين في الفاتيكان وكامل سقفها، وكانت نتيجة ذلك اعظم واروع اعمال انجلو الفنية واكثرها اثارة على الاطلاق وهي التي اظهرت بجلاء عبقريته وقدراته الخارقة، وهي رسومات تحكي قصة الخلق والرسالات من واقع 'العهد القديم'.
بعدها قام البابا نفسه بتكليفه بمهمة بناء قبره الرائع الذي سيدفن فيه، وبالرغم من تفرغ مايكل انجلو لهذا العمل الضخم لسنوات طويلة فإنه لم يتمكن من انجاز نحت الاربعين تمثالا المطلوبة للمدفن، ومن بين ما انجز تمثال النبي موسى الفائق الروعة.
كلف مايكل بعدها بعملية تخليد بعض من افراد عائلة ميديتشي فصنع بعض التماثيل الرائعة لعدد من ابنائها، ثم قام البابا بول الخامس بتكليفه برسم لوحة 'العشاء الاخير' التي ما ان انجزت حتى اعتبرت اكبر عمل فني في العالم، وهي معروضة حاليا في احدى كنائس مدينة الفاتيكان.
قضى مايكل انجلو سنوات حياته الاخيرة والمنجل لا يفارق يده، وبالرغم من انه كان مولعا بكتابة الشعر، فإنه كتب احسن شعره في سنوات عمره الاخيرة.
مات مايكل عام 1564 بعد ان قارب الستين ودفن في مدينة روما، ولكن اخاه تمكن بعد فترة من تهريب جثمانه الى مدينة فلورنسا حيث دفنه هناك بناء على وصيته!
زيارة ايطاليا، وكم من عربي وخليجي بالذات، زار مطاعمها ومقاهيها، لا تعني شيئا من غير مشاهدة روائع هذا الفنان العبقري الذي ترك اثارا خالدة لتستمع البشرية بها الى الابد!