فتاوى جراحية
ولد لرجل مصري سبع بنات. وكعادة كل رجل شرقي، كان يتمنى ان تنجب له زوجته ولدا يحمل اسمه، ويساعده في عمله، ويعيل اسرته من بعده.
في يوم ما ذهبت زوجته فاطمة محمد من قرية 'الغنايم' الى مستشفى اسيوط الجامعي للكشف على ابنتها، رضا 11 عاما، بسبب ما ينتابها من آلام أثناء التبول. ما ان كشف الطبيب العام عليها حتى طلب من امها مراجعة قسم المسالك البولية فورا! هلعت الام وسألت الطبيب ان كان في الامر شيء خطير فطمأنها وقال انه فقط يشك في انوثة الصبية! لم تفهم الأم شيئا بطبيعة الحال.
بعد اجراء الكشوف والتحاليل الطبية المختلفة تبين ان 'رضا' ولد، وان اعضاء الذكورة موجودة داخل جسدها ولكنها ضامرة. وان عملية بسيطة يمكن ان تحول جنسها من انثى لذكر! اغمي على الام لدقائق من هول ما سمعت. ما ان وصل الخبر لوالد 'رضا'، 'صديق احمد'، وعلم بتفاصيل الامر حتى انهمرت الدموع من عينيه بغزارة ثم نهض واحتضن ابنته رضا وظل يردد: انت ولد... انت ولد!
وافق الأب، بعد تردد قصير، على فكرة اجراء العملية لابنته، وهكذا تحولت رضا لصبي فرح الاب به فرحا كبيرا واطلق عليه اسم 'محمد'.
بعد ايام قليلة تعرضت ابنتهم الثانية 'بخيتة' للاعراض نفسها التي سبق ان تعرضت لها اختها السابقة 'رضا'، وعند عرضها على الاطباء تبين ان لديها عضوا ذكريا ضامرا داخل الجسد! وهكذا اجريت لها عملية جراحية سريعة تحولت فيها لذكر واصبحت تعرف ب'محمود'!
القصة تفاصيلها كثيرة وسبق ان نشرتها الزميلة 'الوسط' الكويتية قبل فترة! والان: لو حاولنا الاستئناس برأي رجال الدين في شرعية هذا التحول فإن الكثيرين منهم سيفتي بحرمته، وهو لم يظلم احدا هنا!وهذا ليس بالامر الغريب. فعندها كانت الحياة بسيطة وكان الطب متخلفا الى حد كبير، وبالتالي لم يكن من المتوقع التطرق فيها لعمليات تحويل الجنس من خلال اجراء عمليات جراحية دقيقة! وكان الرأي الراجح، ولا يزال عند الغالبية، ابقاء الوضع على ما هو عليه، وعدم التلاعب في الخلقة، لان في ذلك، برأي هؤلاء، مفسدة وشرا عظيمين!
لا تعليق أكثر، فالرسالة واضحة.