جمل الحكومة الخالدة
اتصل قارئ صديق ليطلب مني الاطلاع على الموقع الالكتروني لوزارة التربية ومحاولة الاتصال بأي من ارقام الهاتف المدونة فيه والتي تخص كبار مسؤولي الوزارة. وقال إنني سأفاجأ بالنتيجة.
لم اكذب خبرا فقد دفعني الفضول الصحفي لفتح موقع www.moe.edu.kw فتبين انه يحتوي في جزء منه على 69 رقم هاتف خاص بمكتب الوزير نزولا الى العلاقات العامة مرورا بمكاتب الوكيل وبقية الوكلاء المساعدين!
جربت اولا الاتصال بعدد من تلك الارقام فلم يرد احد. جربت عينة اخرى فلم اجد جوابا. طلبت من آخرين مساعدتي في جرد جميع الارقام ولكن دون نتيجة، حيث لم يرد احد على اي رقم منها!
من منطلق اهتمامي بالمصلحة العامة، وشعوري بما يتطلبه الامر مني كمواطن صالح 'قلبه على وطنه' قمت بالاتصال بمكتب وزيرة التربية بتاريخ 2007/6/25 لابين لها أن هناك 69 خط هاتف في الوزارة من دون حرارة او فائدة! بدلا من قيام الموظفة بشكري على ملاحظاتي وانها ستقوم بعمل اللازم احالتني الى مركز المعلومات (هاتف 4848586) لان هذا اختصاصهم! وعندما طلبت منها اسم المسؤول عن المركز ردت بالجملة الحكومية الخالدة:
'ما أعرف'!
اتصلت بمركز المعلومات وشرحت الوضع فطلبت مني موظفة هناك التحدث بالامر مع المديرة شخصيا. وعندما طلبت منها تحويل المكالمة لها قالت الجملة الحكومية الخالدة الثانية 'عندها اجتماع'!
اتصلت في اليوم التالي فقالت انها في اجتماع خارج الوزارة، وستكون مشغولة طوال اليوم. فقلت لها انني لا احتاج الا لنصف دقيقة، ولكن لا فائدة!
اتصلت السبت (6/28) فقالت لي الموظفة، ربما نفسها، 'يا خوي خلي تلفونك عندنا ونحن نتصل فيك لتحديد اجتماع مع المديرة'! فشرحت لها للمرة الثالثة أن الأمر لا يحتاج لاجتماع او بطيخ، وانه سبق لي ان اعطيتها او لزميلتها رقم هاتفي النقال، وكل ما هو مطلوب منها الاهتمام بالامر فقالت بنفاد صبر: خل تلفونك ونحن نتصل بك!
اتصلت للمرة الاخيرة يوم 7/2 وكان الجواب 'المديرة في اجتماع وستتصل بك حال الانتهاء منه'. طبعا لم تتصل المديرة ولا احد من قبلها ولا ازال بانتظار مكالمة عالية ولسان حالي يلعن ذلك اليوم الذي قررت فيه ان اكون مواطنا صالحا!
لا املك الا شعوري الخاص، فلا دليل لدي، على أن ما يجري في وزارة التربية ما هو الا نتاج عبث القوى الدينية المتخلفة بأمورها على مدى العقود الثلاثة الماضية، فقد امتد خرابهم من المناهج وحتى ابسط الامور الادارية.