قرضاوي الكويت
شارك السيد عصام البشير، الامين العام للمركز العالمي للوسطية، ويا لها من تسمية عائمة، وغير ذات هدف محدد، شارك في ملتقى خصص لتخليد شخصية رجل الدين المصري القطري يوسف القرضاوي، والمعروف بانتمائه للجناح المتشدد في التنظيم العالمي للاخوان. اثارت تلك المشاركة المنحازة، والتي ابعد ما تكون عن الوسطية حفيظة قادة حركة السلف المناوئين للاخوان من امثال بسام الشطي وناظم المسباح وعبدالرحمن عبدالخالق ومحمد الطبطبائي، فهاجموا مشاركة البشير في ذلك الملتقى بصفته امينا لمركز يدعو للوسطية. وهنا اضطر البشير للرد عليهم (الوطن 7/21)، قائلا انه شارك بصفته الشخصية كونه احد تلاميذ القرضاوي، وانه ذهب إلى هناك على حسابه.
على الرغم من اتفاقنا مع قادة السلف في هجومهم على مشاركة امين مركز يدعو للوسطية في مؤتمر يختص بتمجيد وتأصيل فكر شخصية لها دور واضح في تنظيم حزبي ديني مناوئ لبقية الاحزاب الدينية الاخرى، وهذا ابعد ما يكون عن الوسطية، وحتى المنطق، فان من الواضح انهم ما كانوا لينتقدوا تصرفه لو كان واحدا منهم، والدليل ان لا احد من جماعة الاخوان انتقد، ولو تلميحا مشاركة البشير في مؤتمر تخليد القرضاوي.
وبودنا التساؤل هنا عما اذا كان السيد عصام البشير سيقبل السفر مستقبلا على حسابه الخاص لدولة خليجية للمشاركة مثلا في ملتقى يختص بتمجيد وشكر شخصية 'سلفية' معروفة، ام انه سيعتذر لأنه وببساطة شديدة لم يتتلمذ على يد ذلك السلفي، وبالتالي فلا موجب لمشاركته، ام انه سيتعلل بأنه يمثل مركز 'وسطية'، وبالتالي لا يود ان يبدو وكأنه ينحاز الى طرف ديني سياسي ضد آخر.
لا ادري ان كان السيد البشير يدعي السذاجة، ام انه ساذج حقا، وانا اكثر ميلا للحالة الاولى، عندما حاول اقناعنا بأنه شارك بصفته الشخصية في ملتقى تخليد القرضاوي، وسافر على حسابه الشخصي ومن رصيد اجازاته السنوية. فقد يكون كل ذلك صحيحا، ولكن لا يمكن الجزم به الا بعد فترة عندما يقوم ديوان المحاسبة بتدقيق حسابات المركز وكشف ما به من تلاعب وصرف غير مبرر، كما سبق ان جرى في مؤتمرات الوسطية الخاوية في واشنطن ولندن وربما موسكو، ولكن ألا يعلم السيد البشير ان المنصب الرسمي له خصوصياته بحيث لا يمكن التفريق في احيان كثيرة بين التصرف الشخصي والتصرف الرسمي؟! فهل يجوز مثلا لمحام في قضية محددة مقابلة شهود الخصم ثم الادعاء بعدها بأنه يقوم بذلك بصفة شخصية؟ وهل يجوز لقاض ينظر في قضية ما المشاركة في مؤتمر، او حتى قبول وليمة، يكون الداعي فيها احد خصوم القضية، ثم الادعاء بأنه يشارك بصفته الشخصية؟ وهل يجوز لوزير العدل مثلا زيارة شخصية مشتبه فيها في قضية ما والقول إنه يقوم بذلك بصفة شخصية؟ ان مشاركة البشير في ملتقى تخليد القرضاوي، وهو الامين على مركز تحكيم وسطي، خير دليل على لا وسطية المركز، وان الامر 'خرطي في خرطي'.
نتمنى، وليس لنا غير التمني ألا تكون هناك جهة دينية سياسية وبمشاركة اطراف حكومية محددة، تحاول جاهدة الدفع بالسيد البشير ليصبح قرضاوي الكويت مستقبلا!!