'شب الليت.. محنا بالكويت'

اشتدت علي في الايام القليلة الماضية اعراض مرض 'المواطن الصالح'. وهو مرض، على الرغم من انه مزمن، لكن اعراضه الشديدة لا تظهر الا بين الفترة والاخرى.
في ذروة ارتفاع احمال استهلاك الكهرباء، واستجابة لمختلف نداءات الوزارة وحملة الترشيد، قمت بجمع افراد عائلتي، والعاملين معنا في البيت، كما اجتمعت في جانب آخر، بالعاملين الآخرين معي، وطلبت من الجميع ضرورة اتباع تعليمات الوزارة في ما يتعلق بترشيد استهلاك الطاقة!
كانت اجراءات الوفر اكثر فاعلية في البيت، نظرا لطول تواجدي فيه. حيث اتفقنا جميعا على ايقاف جميع مكيفات غرف النوم فور الخروج من البيت صباحا للعمل، ومن ثم الاتصال بالعاملين في البيت قبل ساعة من عودتنا لادارتها، كما تجمعنا ليلا في غرفة واحدة لمشاهدة التلفزيون، وهذا قربنا اكثر لبعضنا البعض، وما اسعدنا ايضا عودتنا للمشاركة في غرفتي نوم بدلا من اربع!
اكتشفت بعد يومين، ومن السؤال هنا وهناك، ولما لا يقل عن 100 شخص من الاهل والاصدقاء والعملاء والزوار الذين التقيتهم خلال هذه الفترة، انني الوحيد تقريبا الذي اهتم بحملة الوزارة، وان الجميع، ناقص واحد، من الذين سألتهم عن الترشيد، من مقيمين او مواطنين، اما لم يسمعوا بحملة الترشيد، وإما ان كانوا قد سمعوا بها فانها لم تعن لهم الكثير!
افتتاحية 'القبس' ليوم الاربعاء (8/1) اعادت لي الوعي الذي فقدته نتيجة اعراض المواطن الصالح التي اصابتني خلال الفترة القليلة الماضية. فقد بينت لي الخيط الفاصل بين التحضر والتخلف. فالفيل، كما سبق وان قال صديقنا 'نجيب حمد مساعد'، لا يطير. وبالتالي من العبث محاولة الحديث مع الامة الكويتية بطريقة منطقية ورشيدة. ففي دولة فيها 'للرشيد' غير حكومتها، يحتاج الامر للضرب على الجيب، برفع تكلفة الاستهلاك بنسبة الضعف في المرحلة الاولى ومن ثم العمل بنظام الشرائح بعدها لكي يمكن الحديث عن التحكم في هذا الاستهلاك غير المنضبط ولا العقلاني لهذه الطاقة الغالية!
فعادات تعود الشعب الابي عليها طوال ما يزيد على خمسة عقود لا يمكن ان تمحوها حملة 'ترشيد' ساذجة، وسخيفة احيانا!
نتمنى ان تقوم الحكومة، وهي تعمل الآن باقصى قوتها بغياب مجلس نوابنا الفاشل، بعمل شيء حقيقي في ما يتعلق بزيادة تكلفة تزويد المواطن والمقيم بالطاقة الكهربائية، لكي نستطيع على الاقل، ليس فقط احداث التوفير الحقيقي في استهلاك الكهرباء، بل وفي وضع حد ل'طنازة' اهل قطر علينا!
***
* عنوان المقال باللهجة الخليجية ويعني: أضئ المصباح، فنحن لسنا في الكويت. وهو مثل قطري حديث جدا.

الارشيف

Back to Top