مؤمنون وغيرهم
ورد في دراسة جادة لــ the pew forum on religion & public life وكتبت عنها كيم ونستون kimberly winston في 19 ديسمبر الماضي في مجلة religion news service، التي تهتم بأخبار المسيحية والديانات الأخرى، أن المسيحيين يشكلون النسبة الأكبر من سكان العالم، ويأتي المسلمون في المرتبة الثانية، ولكن ما اصبح لافتا للنظر وجديرا بالاهتمام، وربما لقلق البعض، أن النسبة أو الكتلة الثالثة في الحجم هي لغير المؤمنين او المشككين. وبينت الدراسة أن %84 من سكان الأرض، الذين يزيد عددهم على 7 مليارات نسمة، يتبعون نوعا أو آخر من الإيمان بدين سماوي أو ارضي، ومن هؤلاء 2.2 مليار مسيحي، أو %32 من سكان الأرض، يتبعهم 1.6 مليار مسلم، أو %23 ويأتي بعدهم غير المؤمنين او الشكاكين او الملحدين، وهؤلاء يشكلون كتلة تبلغ 1.1 مليار بني آدم، أو %16 من البشر، وأن هذه النسبة فاجأت الكثيرين. والكتلة الرابعة الهندوس، وعددهم مليار، أو %15 من سكان الأرض، أما البوذيون فنصف الهندوس، وهناك 400 مليون يتبعون ديانات شعبية في افريقيا والصين وسكان اميركا واستراليا الأصليين. كما أن مجموع من يؤمن بالزرادشتية (المجوس) والبهائية والسيخ والتاوية والشنتو، والجانيز، والويكا لا يتعدى 58 مليون نسمة. كما بينت الدراسة ان تركز المسيحيين هو الأمثل مقارنة بالجماعات الأخرى، فالولايات الأميركية المتحدة هي الحاضنة الأكبر لهم، فما نسبته %78 من سكانها مسيحيون من اصل 300 مليون، وتأتي بعدها كتلة الدول الأوروبية وكتلة أميركا الجنوبية. أما عكس ذلك فنجده في آسيا حيث قمة عدم تجانس الديانات، كما يعيش فيها %76 من غير المؤمنين، وفي الصين بالذات، التي حولتها الثورة الثقافية لدولة غير مؤمنة تماما. وتبين من التقرير الأميركي أن نسبة غير المؤمنين أو التابعين لدين معين في الولايات المتحدة قد بلغت %16.4. كما بين التقرير الذي غطى 230 دولة ومن إحصاء شمل 2500 شخص، أرقام وحقائق جديرة بالذكر، منها:
1 ــــ يعيش %73 من البشر في دول تكون عقيدتها الدينية، او غير الدينية هي الرئيسية.
2 ــــ تعيش غالبية غير المؤمنين في الصين وجمهورية التشيك، واستونيا وهونغ كونغ، واليابان وكوريا الشمالية.
3 ــــ متوسط عمر غير المؤمنين والبوذيين واليهود أعلى من متوسط عمر غيرهم، وهو بحدود 34 سنة. بينما بين المسلمين والهندوس والمسيحيين ينخفض عن ذلك بكثير، وهذا المتوسط هو الذي يدلنا على الطريقة التي سيكبر بها عدد أتباع أي ديانة، فأصحاب متوسط الأعمار الأقل يعني نساء أكثر في سن الاخصاب، وبالتالي فإن سباق التكاثر سيستمر بين المسلمين والمسيحيين. وبين الباحث ryan cragun أن نسبة غير المؤمنين الكبيرة لم تكن مفاجأة له، وأن التحدي الأكبر هو في مدى قدرة غير المؤمنين على التسارع في النمو، مقارنة بغيرهم! وما يمكن استنتاجه من البحث أن عدم التدين موجود أساسا في دول شيوعية، بشكل عام، وبوذية بدرجة ثانية ومتقدمة علميا واقتصاديا كالدول الاسكندنافية.