هل التركيز على المشكلة أم الحل؟
الحالة الأولى:
في بداية عصر الرحلات الخارجية، تبين لعلماء وكالة الفضاء الاميركية 'ناسا' بأن الاقلام لا تعمل في الاجواء التي تنعدم فيها الجاذبية!
استغرق الامر من 'ناسا' عقدا من الزمن تقريبا وصرف 12 مليون دولار قبل ان تنجح في تطوير قلم بإمكانه العمل عند نقطة وصول الجاذبية للصفر، وعند الكتابة به في وضع مقلوب وتحت الماء، وتقريبا على اي جسم يمكن الكتابة عليه، بما في ذلك الكريستال. كما يمكن الكتابة به تحت درجة حرارة من صفر وحتى 300! ولكن ماذا فعل الروس عندما واجهتهم المشكلة نفسها؟ قاموا باستخدام قلم رصاص.
الحالة الثانية:
تلقت ادارة خدمة العملاء في واحدة من اكبر شركات انتاج مواد التنظيف في اليابان شكوى من احد العملاء تفيد بأن علبة الصابون التي قام بشرائها كانت خالية تماما! قامت الادارة على الفور بالطلب من جهاز الرقابة البحث في الشكوى ولكن لم يتم التوصل للسبب. وفي غمرة شعور الادارة بالحرج اصدرت تعليمات صارمة لاتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بمنع تكرار الخطأ.
وهكذا قامت ادارة الهندسة بتصميم وانتاج جهاز يعمل بأشعة x ويدار من قبل عاملين تنحصر مهمته في التأكد من استحالة خروج اي علب فارغة من خط الانتاج بدون ان تحتوي على الصابون! وهكذا نتج عن ذلك في نهاية الامر وضع حد نهائي للمشكلة، ولكن بكلفة باهظة!
لكن عندما واجهت المشكلة نفسها شركة اخرى، اصغر حجما بكثير، قام موظف في قسم التغليف بوضع مروحة كبيرة امام خط الانتاج وجعلها تدور بسرعة محددة بحيث تكفي قوة دفع الهواء الصادر عنها في اخراج العلب الفارغة من خط الانتاج ورميها على الارض!
وعليه فإن من المهم دائما اللجوء اولا للحلول البسيطة وتصميم ابسط الآلات التي بإمكانها حل المشكلة، وهذا لا يمكن ان يتم دون التركيز على الحل اولا وثانيا، وليس على المشكلة!