أنا.. موظف في الأوقاف!
فرنسا هي أم قوانين الكثير من دول العالم. كما أنها الأكثر اهتماما بأمور القضاء وحرصا على تطبيق القوانين، وهي فوق هذا وذلك الأكثر اعتزازا بهويتها وكاثوليكيتها ولغتها. وعلى الرغم من ذلك لم تتردد ادارتها السياسية الجديدة بقيادة الرئيس ساركوزي من تعيين رشيدة داتي وهي امرأة ومسلمة وسمراء وعربية ومهاجرة، والمنحدرة من أكثر طبقات المجتمع الفرنسي تواضعا وتهميشا، من تعيينها وزيرة....للعدل!!
كما أن فرنسا، المعتزة دوما بفرنسيتها، لم تترد قبل ذلك من اختيار الرئيس ساركوزي على الرغم من انحداره من أصول هنغارية!!
وفي أميركا اختار الرئيس نيكسون قبل سنوات هنري كيسنجر، المهاجر الألماني اليهودي، ليتولى أرفع مناصب الدولة بعد منصب الرئيس. كما اختير قبلها سبيرو أغنيو الأرثوذكسي اليوناني الأصل نائبا للرئيس، وكاد أن يصبح رئيسا لأميركا. وقبل هذا وذلك اختارت أميركا البروتستانية جون كنيدي، الكاثوليكي القح رئيسا لها. أما مايكل دوكاكس، الأرثوذكسي اليوناني الآخر فقد اقترب كثيرا من أن يصبح رئيسا في انتخابات أميركية سابقة.
وقبل سنوات اختارت السنغال، الافريقية المسلمة، ليوبولد سنغور الكاثوليكي الصلب رئيسا لها لدورات عدة قبل أن يتنازل عن منصبه بمحض اختياره.
وقبل أيام اختارت اسرائيل، التي نصفها بالعنصرية والتطرف وكره كل ما هو عربي ومسلم، غالب مجادلة وهو مسلم وعربي، وزيرا للعمل!
وفي دول أميركا الجنوبية وصل عدة مواطنين من أصول لبنانية وسورية بالذات، أو من ال'توركو'، كما يطلق على العرب تصغيرا، الى سدة رئاسة عدة جمهوريات هناك.
أما هنا في الكويت، وربما في غالبية دول الخليج، لا يسمح للموقع أدناه أحمد عبد الله جاسم الصراف، الذي تعتبر العربية لغته الأم والاسلام دين أسرته، والكويت وطنه الذي لا يعرف غيره، والذي قدم أهله إليها قبل 90 في المائة على الأقل من أهل موظفي الدولة، لا يسمح له، بعد كل انجازاته في الحياة وشهاداته وخبراته الواسعة، لا يسمح له، بالعمل، ولو في وظيفة متواضعة، في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية وفي عدد غير محدد من دوائر ومصالح وشركات حكومية أخرى، والسبب معروف ولا يستحق الذكر لشدة سخافته!!
وبعد كل هذا يؤتى بوزير سابق سوداني، ومن مدرسة الاخوان المسلمين المتطرفة، ليصرف عليه من المال العام مئات آلاف الدنانير سنويا، ليعلمنا كيف نكون وسطيين! ولا أعرف ما علاقة هذا الشخص، أو علاقة 'طايحي الحظ' الذين أتوا بأمثاله، بالوسطية! ويا أمة سخرت من تطرفها وتعصبها وسطحيتها الأمم!!