النشر والقول
يختلف القول الشفهي عن النشر بشكل جذري. فالنص المكتوب بينة على من كتبه واثبات يصعب انكاره، وبالتالي النشر اكثر خطورة من القول. فأن تقول في ديوانية ان الموظف الكبير الفلاني سارق معروف، شيء وان تذكر ذلك كتابة في نص مقال عن شخص أقل شأنا بكثير، شيء آخر.
في تقويم 'النبأ' الذي يقال ان وراء طباعته جماعة تنتمي للنائب عدنان عبدالصمد، وردت المآثر والعبارات التالية:
التاريخ 2007/5/14: 'اغد عالما او متعلما او مستمعا او محبا ولا تكن الخامسة فتهلك'. حديث شريف.
ولو قمنا بتعداد الصفات المطلوب التحلي بها لوجدنا انها اربع فقط. وليست خمسا.. وبالتالي لم يرد في التقويم اي شيء عن الصفة الخامسة الواجب تجنبها لكي لا نهلك! فهل فكر من نشر هذا الحديث في معنى ما يكتب؟ اشك في ذلك، وفي ورقة يوم 2007/4/26 ورد التالي:
عن الامام جعفر الصادق: من لبس نعلا صفراء كان في سرور حتى يبليها(!!)
من المعروف ان الامام الصادق هو واضع المذهب الاسلامي الشيعي المعروف بالاثني عشري، نسبة الى أئمته الاثني عشر. كما يسمى الشيعة بالجعفرية نسبة الى هذا الامام. ولو فكر من وضع هذا الحديث، ولو لثانية واحدة، او حتى لو قرأه قبل تسليمه لآلات الطباعة التي لا تفقه، لما قبل بنشره. فكيف يمكن ان يتسبب لبس نعال صفراء اللون في ادخال السرور الى القلب؟ وكيف ينتهي السرور بمجرد ان تتقطع هذه النعال وتبلى؟
من المعروف اننا شعوب لا تقرأ، ولا تكتب ولا تدون تاريخها، ولكن ان نشتهر ايضا باننا لا نقرأ حتى ما نطبع فهذه كارثة جديدة لم نعلم بها سابقا، تضاف الى سجل كوارث خير أمة!
***
ملاحظة: كتب السيد نبيل العوضي مقالا في 'الوطن' قبل فترة عن الشاذين جنسيا ضمنه وجهة نظره، وقمنا من طرفنا بالرد عليه في مقال ابدينا فيه وجهة نظرنا.
لم يعجب ردنا السيد نبيل العوضي، فكتب يتهمنا باننا سخرنا قلمنا للدعوة الى الرذيلة ومحاربة الفضيلة وتسهيل الفواحش!
وقال اننا سنطالب بتأسيس جمعية للدفاع عن الشاذين جنسيا، وربما سنفكر بالترشيح لرئاستها!
ولما كان ما سلف من قول يمثل قذفا يسيء الى صاحبه لا سيما ما اورده بشأن الدعوة الى الرذيلة وتسهيل الفواحش، ولايماننا باللجوء الى القضاء كأسلوب حضاري للاحتكام، فقد قمنا بارسال ما ورد الى مكتب الصديق المحامي صلاح الهاشم لدراسة الموضوع وتحديد اطر المقاضاة القانونية.
ونعد القراء الكرام باعلامهم بالتطورات.