الخاتون وقانون حقوق المرأة
لا يوجد فكر أكثر وصولية كالفكر الديني، وهذا لا علاقة له بالدين نفسه. ولا يوجد وصوليون كالمنتمين للأحزاب الدينية، كما ان اكثر هؤلاء شراسة في وصوليتهم هم ممثلو هذه الاحزاب.
بعد سنوات طويلة من 'الكفاح' ضد اعطاء المرأة حقوقها السياسية، ومن المعارضة الاشد لكي لا تنال شيئا من حقوقها المدنية والانسانية بحجج واهية واعذار بالية متخلفة، يأتي 'قادة ومفكرون' وما أبأسها من قيادة وما اشر منه فكرا، ليطالبوا، عبر مؤتمرات وندوات، بضرورة تأييد مشروع قانونهم المتعلق بالحقوق المدنية للمرأة.. وكل ذلك حدث بعد ان اصبح للمرأة صوت انتخابي تستطيع به انهاء حياة السياسي الذكر الى الابد.
لأول مرة اعترف 'كتابة' بأني سأخالف كل منطق وعقل واقول بمعارضتي لمشروع قانون الحقوق المدنية للمرأة هذا، لا لشيء غير أنه مقدم من 'جمعية الاصلاح الاجتماعي'، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين والذي لم يعرف عنه منذ اكثر من 81 عاما موقف مشرف واحد من حقوق المرأة!! وبالتالي فإن وصف النائب ناصر الصانع للقانون بأنه.. 'انجاز، مميز لانه يلبي مطالب مختلف الشرائح النسائية' كاف لكي يشي بحقيقة نوايا ناصري ومقدمي هذا القانون. فالعملية لا تتعدى محاولة لاستقطاب الاصوات النسائية عن طريق اغراءات مالية تتمثل في زيادة الاجور، وغير ذلك من صغائر الامور. ولنا عودة لبنود هذا القانون، كما ندعو المختصين في الوقت نفسه لدراسة بنوده وكشف خفاياه.
قام صديق قبل سنوات بتوقيع اتفاقية 'فنية' مع جهة حكومية اميركية في سفارتها بالكويت يتعلق بانشاء مستشفى مميز. وقام بالاعلان عن المشروع وعلى صفحة كاملة في جميع الصحف اليومية، اثار هذا غيرة مجلة 'المجتمع' التابعة للاخوان فطلبوا نشر الاعلان في مجلتهم، رفض الصديق اولا، ولكن بعد الضغط عليه قبل وارسل لهم نص الاعلان، والذي تضمن صور سيدات اميركيات كبيرات في السن سبق ان عملن في بداية القرن الماضي في المستشفى الاميركي في الكويت. رفضت المجلة نشر الاعلان بصورته تلك لانه تضمن صور نساء غير محجبات (!!) وعندما شرح لهم الصديق بأنهن اميركيات وغادرن هذه الدنيا منذ اكثر من نصف قرن وصورهن وهن عجائز بشعر ابيض، كان رد المسؤول الاخونجي بكلمة واحدة: 'ولو'!
ذكرنا هذه القصة التي سبق ان تطرقنا إليها لنبين طبيعة فكر الاخوان وحقيقة موقفهم من المرأة عموما، دع عنك حقوقها المدنية. حيث لا يكنون جميعا، وبلا استثناء، اي احترام او تقدير لها الا مرحليا، ان كان في ذلك فائدة شخصية او مادية او انتخابية لهم او لحزبهم المتخلف. وهنا لا نود التطرق لوجهة نظر 'رجال' الحزب الاخر، فالمصيبة والكارثة اشد واقسى، يا اقصى!!
فيا نساء الكويت ويا عضوات اللجان الاخوانية لا تنجررن وراء معسول الكلام وكلمات الاطراء والاستحسان ولا تغرنكن المناصب الحزبية الشرفية، فما بقلوب هؤلاء اتجاهكن لم يبشر قط بخير، ولن يبشر بخير!! تحياتي.