مقتطفات حوارية

يقال ان كلمة ثقافة، وما اشتق منها من كلمات، أدخلها المفكر المصري سلامه موسى للغة العربية لأول مرة قبل نصف قرن تقريبا. ويقال، وهذه حقيقة أخرى، ان أول رواية صدرت بالعربية، بالمعنى الحقيقي للرواية من بداية ونهاية وحبكة قصصية ومؤلف معروف كانت في عام ،1926 وكانت للمصري ايضا محمد حسين هيكل، ولو علمنا أن القراءة هي المصدر الاساسي لتكوين المثقف في عالم يعج بكل وسائل ايصال المعرفة من مسرح واذاعة وصحافة ودوريات متعددة ومتنوعة ومعارض فنية وسينما وتلفزيون وغير ذلك، ولو علمنا أننا اقل شعوب الارض قراءة واقلها استفادة من الجيد والجاد من مصادر المعرفة الاخرى، لوجدنا أن مهمة من يريد ايصال المعرفة والثقافة للطرف الاخر او للجيل الاصغر كما هي حال مؤسسي مركز الحوار الثقافي، مهمة شاقة في مجتمع لم ينجح حتى الآن في الفكاك من أسر الصحراء التي لم ترحب قط بأي معرفة ثقافية او فنية او ادبية لاسباب تتعلق اما بالتراث او لجهة شح البيئة بالعوامل اللازمة لخلق ثقافة وفن وأدب مستدام من استقرار بيئي وريشة وازميل وورقة وقلم واصباغ والوان وقماش ومطبعة. ولم نبدع في الشعر الا لأنه لا يحتاج الا لذاكرة مبدعة وقوية ولا تعني كل هذه الماديات له شيئا.
وعلى ذكر المطبعة فإن من العجيب او ربما من الطبيعي أن بيروت والقاهرة ودمشق تاليا عرفتها واستعملتها ولكن بعد 400 عام من اختراعها.. لأن رجال دين عهد وعصر ما افتوا بحرمة الاستعانة بها!! لماذا؟ لأنها تنشر المعرفة وهذا ما لم يقولوه طبعا!!
ولو نظرنا حولنا لوجدنا أننا بالرغم من كل ما نعانيه من تخلف وتشرذم وتأخر في كل مجال، الا ان الوقت الذي هو دون جدال أثمن ما في حياة أي فرد منا وفي الوجود أجمع، والذي لا يمكن أن نفكر في الخروج من نفق التخلف الذي وضعنا أنفسنا فيه بغير الاستفادة القصوى منه، علما ان الوقت يعمل لغير صالحنا في كل ثانية تمر هدرا، إلا أن هذا العامل، على الرغم من كل ذلك، لا يعني لأي منا شيئا، والأمثلة من حولها كثيرة كأكوام الزبالة التي لم يتم تجميعها منذ شهر في مدينة مكتظة بالسكان.

الارشيف

Back to Top