العلف المدعوم والنائب المخالف
'... أكد رئيس فريق طوارئ بلدية الاحمدي، دعيج السنافي، ان لا تراجع عن ازالة المخالفين من باعة الاعلاف على طريق الوفرة لأن المرور اشتكى من ان وجودهم ينتج عنه الوقوف الخاطئ من قبل المشترين، وأضاف ان الباعة من مخالفي قانون الاقامة، ومنهم خدم منازل، وأنه تم إلقاء القبض عليهم وأحيلوا للجهات المختصة، وأضاف ان اغلب الاعلاف المعروضة للبيع هي شعير مدعوم من الدولة'. (القبس 2007/4/6).
* * *
نقلت جميع صحف الخميس الماضي نبأ الكشف عن اكبر عملية تزوير او تلاعب في اقامات العمالة الاجنبية في تاريخ الكويت!
قد لا تكون هذه العملية الاكبر، وليست بالتأكيد الوحيدة، فقد سبقتها عمليات تزوير ومتاجرة بالعمالة الفقيرة من قبل الكثير من المتنفذين والنواب وضباط شرطة ومن مجموعة كبيرة من 'اللفو' المسنودين من نواب وسياسيين وعسكريين. هذه الكوارث الامنية والجرائم الاخلاقية الكبيرة ما كانت لترتكب في حق هذا الوطن الذي لم يبخل على احد بشيء، لو لم تختر السلطة والحكومة السكوت عن مرتكبيها وغض النظر عن المجرمين الحقيقيين الكبار الذين يقفون وراءهم، فهذه الجرائم التي تبدو اليوم صغيرة في العين وتافهة هي القطرات التي تغذي شجرة الجريمة الكبيرة مستقبلا!
بالعودة للفقرة الاولى من المقال نجد ان السيد السنافي، وفقط بعد شكوى المرور من ان بعض الباعة المتجولين يعرقلون حركة المرور على طريق الوفرة، قام بالتحرك وإزالة مقار بيعهم وإحالتهم للجهات الامنية المختصة، ولاحظ اثناء ذلك ان الكثيرين منهم خدم منازل! وهذا هو دوره الحقيقي.
ولكن لم يسأل احد في السلطة او الحكومة نفسه عن المجرمين الحقيقيين الذين يقفون وراء مثل هذه الاعمال المخالفة. فلا احد في الزراعة او التجارة او البلدية او الداخلية، او حتى في الصحة، تساءل عن اسماء 'المواطنين الكرماء' الذين زودوا هؤلاء الباعة بشعير مدعوم، كما لم تكلف اي جهة نفسها بالسؤال عن اسماء 'المواطنين الصالحين' الذين كفلوا وجلبوا هؤلاء العمال كخدم منازل، وتركوهم في الصحراء، كما لم يثر قيام خدم منازل بالعمل في التجارة، وغير المشروعة بالذات، حفيظة احد، كما ان قيامهم ببيع مواد غذائية من غير ترخيص قانوني او فحص طبي لم يثر انتباه احد في السلطة او الحكومة، فالامر كله انتهى بالقبض على هؤلاء البؤساء ووضعهم في المخفر مؤقتا لحين حضور كفلائهم وإخراجهم وإعادتهم لأماكن البيع نفسها مرة اخرى! وفي خضم ذلك تناسى الجميع ان السكوت عن بيع العلف المدعوم والعامل المخالف هو الذي شجع ذلك النائب، وآلافا غيره، على ارتكاب جرائمهم الامنية والاخلاقية في حق وطنهم (!!)، ان كانوا يعتقدون حقا انه وطنهم؟
* * *
ملاحظة: طريقة التعامل مع هؤلاء العمال ذكرتني بنكتة تقول ان زوجا قيل له ان زوجته تخونه مع معلم الكهرباء 'سمور'، فرد عليهم متسائلا بسخرية: 'سمور' معلم كهرباء؟ هذا لا معلم ولا شيء، هذا ما بيعرف يمد شريط كهربا!