'الشؤون' بصدد وستسعى وستفعل
ورد في صفحة 'القبس' الرئيسية 3/22 الخبر التالي: 'افاد خبراء في واشنطن ان العديد من الخليجيين يزيدون من اسهاماتهم الخاصة للمتشددين السنة في لبنان، ما قد يغذي عنفا جديدا في اطار صراع اقليمي بين السنة والشيعة، وان اخر تدفق خليجي للاموال بدأ في ديسمبر في محاولة لايجاد ثقل مقابل 'حزب الله'، وفسر مسؤولو استخبارات اميركيون هذا على انه جزء من الجهود لتعزيز الاسلام السني في مواجهة النشاط الشيعي المتنامي في الشرق الاوسط وافريقيا، وان من الجهات التي تلقت الاموال 'عصبة الانصار'، التي تصفها الخارجية الاميركية بانها جماعة ارهابية فلسطينية مرتبطة بالقاعدة، وكذلك جماعة 'فتح الاسلام' التي اتهمت بتفجير الحافلتين في قرية 'عين علق' بجبل لبنان!
***
مشاعر متضادة ومتضاربة تنازعتني، وانا اقرأ الخبر اعلاه وافكر في موضوع هذا المقال، فمن جهة، من حق اي جهة مساعدة الجهة التي تنتمي اليها في حال تعرض تلك الجهة لهجمة من جهة معادية لها. فبما ان ايران الشيعية تساند 'حزب الله' فمن السهل القول ان من حق الطرف المعادي للحزب ان يستلم او يطلب المساعدة من مناصريه داخل لبنان وخارجه.
ولكن الامور، كما يعرف الكثيرون، ليست بذلك الوضوح دائما، فبين اللونين الاسود والابيض مساحات رمادية شاسعة، فانصار الطرف الذي نميل له اعداء لنا في مواقف وقضايا محددة، واعداء الطرف المعادي لنا مناصرون لنا في قضايا ومواقف محددة اخرى. وهكذا.
ما نود قوله هنا ان تورط اطراف محددة في القضية اللبنانية هو دخول في رمال متحركة، فالموضوع يتعلق بصراع قوى عالمية واقليمية، وموضوع الصراع المذهبي، ليس إلا اداة لتحقيق مصالح هذا الطرف او تلك الجهة.
فإيران الشيعية لم تتذكر طوال عقود طويلة شيعة لبنان وغيرها الا بعد ان اصبحت في صراع دولي اقليمي مع قوى اخرى مناوئة لها. والامر ذاته يسري على القوى المؤيدة للطرف السني في لبنان حيث لم تتذكره في السلم.. وتذكرته الان فقط لحاجتها اليه في تغليب كفة على اخرى.. وهكذا!
وعليه يجب ان نضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار ونمنع اي جهة داخلية كانت، ولاي مذهب انتمت، من تقديم اي مساعدات لوجستية او مالية كانت، لاي طرف في لبنان، فقد يفسر ارسال مساعدات انسانية لا تزيد على بطانيات ومناشف بانها تأييد لجهة ضد اخرى، ونحن في غنى عن كسب عداء اي طرف كان، فما فينا يكفينا.
وعليه يجب الاسراع في تنظيم عمل الجمعيات الخيرية فيما يتعلق بحقها في جمع اموال التبرعات وصرفها، فقد سئمنا سماع وقراءة تصريحات مسؤولي الشؤون بانهم سيسعون وسيعملون وسيقومون بتنظيم العمل الخيري.