'تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى
فكرة هذا المقال مستوحاة من مقال للزميل احمد البغدادي (السياسة 70/2/5).
المسلمون عموما امة عجيبة، فنحن، افرادا وفرقا وشيعا وحكومات، على اعتقاد جازم باننا على حق، والآخرون 'جميعا' على باطل. ويمكن القول ان أمما واصحاب ديانات اخرى يعتقدون بمثل ما نعتقد، ولكننا نختلف عنهم في امور ثلاثة رئيسية:
الاول: اعتقادنا الجازم باننا الاحسن.. في كل شيء وأمر!!
ثانيا: اننا لا نرضى: نظريا على الاقل، ولا نقبل من الآخر شيئا. فطعامهم وشرابهم حرام ولباسهم نجس ومجلسهم منبوذ.. حتى 'السلام عليكم' وتهنئتهم بأي مناسبة يجب ان تكون في اضيق الحدود.
وثالثا: اننا على استعداد لقتل الاخر ان اختلف معنا فيما نؤمن به.
وقد دفعنا ذلك، جماعات وحكومات، لان 'نتميز' بالامور التالية عن بقية بشر الكرة الارضية البالغ عددهم اكثر من خمسة مليارات انسان:
فرجل الدين عندنا لا يعاقب ان حرض الآخرين على قتل من اتهم ب'الردة'!.
كما لا يعاقب قاتل اخته، زوجته او ابنته، ان تعلق الامر بجرائم الشرف، بمثل ما يعامل القتلة الاخرون.
حكم الفتوى الدينية عندنا اقوى من حكم القانون.
كما اننا اكثر الشعوب شتما وسبا للغرب ودعاء على فنائه. ولكننا في الوقت نفسه اكثر الدول عالة عليه امنيا او غذائيا، على الاقل.
لا يقتل القاتل عندنا ان ثبت من اقوال الشهود انه قتل مرتدا.
نكافئ المجرم السجين، صاحب الذاكرة القوية، ونخفف عقوبة السجن عنه ان حفظ بعض السور القرآنية، وننسى صاحب الجرم الاقل والاحق بالعفو ان كان صاحب ذاكرة ضعيفة.
نعطي درجات دكتوراه في الدين، وهذا يعني الاتيان بامر جديد في الدين. ولكننا نقول في الوقت نفسه ان ديننا شامل وكامل.
لا نناقش ما يأتي به رجل الدين ولو لم يتسق مع العقل والمنطق.
نحن الوحيدون الذين نحرم كافة الفنون عدا 'فن الخط'.
نتميز بكوننا لا نعترف، بطريقة او باخرى، بالاعلان العالمي لحقوق الانسان.
هناك الكثير الذي يمكن التطرق إليه في هذا المجال، ولكن ضيق المساحة يدفعنا للاكتفاء بذلك والتوضيح في النهاية بان هذه الفضائل قد لا تجتمع جميعها في دولة اسلامية واحدة، ولكنها بمجملها موجودة في المجتمعات والدول كافة ذات الاغلبية المسلمة بشكل او بآخر. والغريب ان لكل منها تفسيرها الخاص لفرض هذا الامر او ذلك الرأي، والتأويل التبريري جاهز في كل الامصار والاحوال.