الحمود والإبراهيم و'القبس'

'.. إن بعض الناس يجوبون العالم ولكن أعينهم تبقى مغلقة'!!
جملة معبرة ختم بها الزميل حامد الحمود مقالا كتبه في رمضان الماضي انتقد فيه، وهو محق في ذلك، تصرفات غالبية الكويتيين خارج الكويت، سواء الدبلوماسيون أو الموجودين هناك للسياحة. وهذه الجملة لا تنطبق على مجموعة من الشعوب بقدر انطباقها على الخليجيين، الذين تجد نساءهم داخل بلادهم وخارجها عادة في مراكز التسوق، ورجالهم إما في مقاهي تدخين الشيشة أو ملاهي اللعب البريء وغير ذلك من لهو ولغو!!
نكتب ذلك بمناسبة النفحات 'الثقافية' التي يتحفنا بها بين الفترة والأخرى الأخ يعقوب الإبراهيم الباحث في التاريخ، التي كان آخرها كتاب وثائقي بعنوان 'العلاقات الكويتية الفرنسية منذ 1778م'، من منشورات كتاب 'القبس'، الذي يستحق أن يكون جزءا من مادة دراسية في إحدى جامعات الكويت.
بمراجعة الكتاب يتبين، بالرغم من قلة عدد صفحاته النسبي، مبلغ الجهد الذي بذل في جمع مادته. كما انه يؤرخ لفترة لم يلتفت إليها أحد من قبل، ولدولة عظمى لم نعتقد يوما ان روابط الكويت بها كانت بتلك الأهمية، بسبب عداء فرنسا التقليدي في تلك السنوات مع بريطانيا التي كانت الكويت تميل لنيل رضاها، وبسبب اعتقادنا ان الكويتيين لم يكونوا يميلوا للسفر إليها لغير متطلبات بيع ما لديهم من لؤلؤ... ومرجان!!
الباحث يعقوب الإبراهيم مثال جيد لما يمكن أن يكونه السائح أو المقيم الكويتي في الخارج. فبدلا من جلسات شاي الضحى في العديد من السفارات وزيارات المجاملة والتسوق واستقبال وتوديع المسؤولين، فإننا لم نشاهد في السنوات الثلاثين الماضية أي إنتاج ثقافي أو أدبي أو معلوماتي لمئات من دبلوماسيينا الموجودين في الخارج، بالرغم من قلة واجباتهم الوظيفية.
وبهذه المناسبة من المهم الإشادة بالجهد الذي تبذله 'القبس' وبقية الصحف العربية الأخرى المشاركة في مشروع 'كتاب للجميع' الذي صدر منه حتى الآن أكثر من 35 كتابا قيما من عيون الأدب العالمي، والعربي.

الارشيف

Back to Top