الإخوان وإيران
.. وأخيرا بق الرئيس المصري حسني مبارك البحصة وصرح بان جماعة 'الاخوان المسلمين' خطر على امن مصر. وان صعود تيارهم من شأنه عزل مصر عن العالم. وقال انه يدعم الدولة المدنية التي يتمتع فيها الجميع بحقوق المواطنة ويكون معيار الاختيار فيها للاصلح!!.
ولكن هل هناك، ضمن جماعة الاخوان المسلمين بشكل عام، والجماعات الاسلامية المتشددة ونصف المتشددة، من يؤمن حقا بان معيار اختيار المسؤولين للمناصب العليا يجب ان يكون للاصلح؟ الجواب 'لا' كبيرة بالطبع.
فهذا بنظرهم يخالف صحيح الدين ولا يجوز تولية من غير اتباع لون محدد لولاية عامة على بقية المسلمين، بصرف النظر عن معيار كفاءة هؤلاء!!.
وعليه يمكن القول بكل اطمئنان وثقة ان سيطرة اي تيار ديني، ولاي مذهب انتمى، مهما كان مغلفا بكلمات وشعارات انسانية عامة ومتسامحة، تعني انه سيقصر تقلد المناصب على اتباعه، وسيعطي العطايا لاهله وسيحرم الآخرين منها، وبالتالي لن يترك المجال لغير المؤمنين بحزبه للعمل والتقدم والترقي والنجاح، وربما للتنفس وحتى للبقاء احياء، مهما كانت درجات علمهم وكفاءتهم. وتجربة النظام الديني في ايران خير دليل.
فمن المعروف ان ما يقارب ال 90% من الايرانيين هم من الشيعة.
فهذا يعني بصورة شبه تلقائية ان من الصعب، ان لم يكن من المستحيل، وصول الايراني غير الشيعي الى منصب رئيس الجمهورية. وعلى الرغم من وضوح هذه الحقيقة فان ذلك لم يمنع الزعيم الديني الراحل آية الله الخميني، من الاصرار على ان ينص في الدستور الايراني على ان مذهب رئيس الجمهورية يجب ان يكون شيعيا ومن الاثني عشرية بالذات!! وهذا يعني ببساطة انه حتى لو وجد ذلك الشخص العظيم بكل المقاييس والاصلح على كل المستويات لتقلد منصب رئاسة الجمهورية الايرانية وكان هناك اتفاق تام وعام على انه سيفوز بالمنصب لا محالة لو ترشح له فان ذلك لن يحصل ما لم يكن شيعيا في المقام الاول! هذا ديدن الحكومات الدينية وهذه عقيدتها وما ينطبق على ايران، وما هو حاصل فيها، ينطبق على اي نظام ديني، فهل هناك من لايزال يعتقد ان جماعة الاخوان المسلمين، وغيرهم من الجماعات والاحزاب الدينية المتطرفة، لا يشكلون خطرا على امن اي وطن؟