ضرب الصغير ليخاف الكبير
بماذا تصف صاحب مؤسسة او رئيس مجلس ادارة شركة عندما يقوم احد موظفيه برفع دعوى قضائية امام المحاكم مطالبا فيها المحكمة بإجبار الموظف الاعلى منه على اعادة صلاحيات وظيفته اليه والتي سبق ان منحت له من قبل صاحب المؤسسة او مجلس الادارة المهيمن على اعمال الشركة؟ ألن تصف صاحب الشركة، او الرئيس، بأن لا شخصية لديه او انه على الاقل غير مدرك لواجبات وظيفته بسبب عجزه عن حل مشاكل شركته الداخلية؟، الامر الذي دفع موظفيه إلى تسوية خلافاتهم لدى القضاء، وبالتالي تضييع وقت ومال الدولة في التافه من الامور.
*¹*¹*
تشير الكثير من الممارسات الخاطئة في الكويت، دولة المؤسسات 'الفردية' وكأن زمام الامور قد فلت من الادارة السياسية، فللمرة الاولى في تاريخ الادارة الحديثة في العالم اجمع، كما سبق ان كتبنا، يصبح مدير عام مؤسسة مالية اقوى من رئيس مجلس الادارة ونائبه ومجلس الادارة بكامل اعضائه! ففي سابقة غريبة، اضطر السيد صايد الظفيري نائب مدير عام بنك التسليف والادخار، إلى أن يقاضي رئيسه، مدير عام البنك السيد 'محمد النومس'، لدى المحاكم مطالبا اياه باعادة صلاحياته الممنوحة له من قبل مجلس الادارة والتي قام المدير العام بمنعه من ممارستها!! وعندما حكمت المحكمة له بذلك رفض المدير العام تنفيذ الحكم، وهنا اضطر الظفيري مرة اخرى إلى اللجوء إلى المحكمة لكي تجبر رئيسه على تنفيذ حكم اعادة صلاحياته له!! يجري كل هذا ومجلس ادارة البنك كأنه ليس له وجود!!
لا ادري حقيقة السر فيما يجري في هذا البنك 'التعبان' والمتخلف بأنظمته وادارته واسلوب عمله، فمنذ متى كان المدير العام، وفي أي مؤسسة في العالم، اقوى واكثر سطوة وجبروتا من مجلس ادارة بكامله؟ وكيف يحق لمدير معين تحدي ارادة مجلس ادارة اكبر هيئة تسليف في البلاد؟ هل لأن وراء المدير العام نائبا او وزيرا متنفذا يحميه ويسنده مثلا؟ ولماذا لا يكون وراء رئيس واعضاء مجلس الادارة منفردين او مجتمعين، نائب او وزير متنفذ يحميهم ويدافع عنهم؟ ولماذا لم يشعر اي من اعضاء مجلس الادارة بالخجل من هذا الوضع 'الكسيف' ويقدم استقالته احتجاجا؟ هل منصب عضو مجلس بنك متخلف اهم من عزة النفس؟
اسئلة عديدة ستبقى من دون جواب وكأن الامور سائبة في البلد، او هي كذلك!!
متى نضرب الصغير لكي يتعظ الكبير؟