قراءة في الجريمة
قامت وزارة الداخلية، مشكورة، وبعد توقف دام عدة عقود، بإعادة نشر جداول واحصائيات الجرائم الامنية التي ترتكب في الكويت وتقسيماتها المختلفة. وان تأتي مثل هذه الاحصائيات متأخرة خير من ألا تأتي ابدا!
من واقع جداول عام ،2005 التي نشرت اخيرا، يمكن تبين الامور التالية: جرائم مقاومة موظف اثناء اداء واجبه وتمكين متهم او سجين من الفرار او انتحال شخصية الغير او سوء معاملة الموظفين للأفراد او اطلاق نار مع اصابة، اعداد مرتكبيها لا تكاد تذكر.
ثم يرتفع اعداد الجرائم المرتكبة تباعا ل 10 جرائم اجهاض، 10 جرائم تحريض على الفسق، 137 مواقعة جنسية، 23 حريقا متعمدا، 48 قتلا متعمدا، خمور ،52 حريق عمد 39، اتلاف مال الغير 23، و77 شروعا بالقتل، 78 اختلاسا، 67 رشوة، 119 انتحارا، او الشروع به، 167 هتك عرض، سلب بالقوة 332، 210 جرائم تزييف، 221 زنى، 336 جريمة خطف، 695 جريمة تزوير في محررات رسمية، 1096 سرقة، 1262 جريمة مخدرات.
ولو نظرنا الى جنسيات مرتكبي بعض انواع الجرائم وجدنا التالي:
-1 ان جريمة انتحال شخصية الغير اقتصرت على الكويتيين والبدون فقط.
-2 والامر نفسه يتكرر مع الكويتيين فقط في جرائم مقاومة موظف او تمكين متهم من الفرار.
-3 ان نصيب الكويتيين من جرائم الرشوة يبلغ 17 من اصل ،67 وهذه ظاهرة جديدة تستحق الدراسة.
-4 اما في جرائم القتل العمد فقد ارتكب الكويتيون، من الجنسين، 25 جريمة قتل، مقابل 34 لجميع الجنسيات الاخرى، وهذا مؤشر خطير آخر.
-5 ويتكرر الامر نفسه في جرائم الشروع في القتل، وبالنسب نفسها تقريبا.
-6 اما جرائم اطلاق النار والاصابة فقد كان ست منها من نصيب كويتيين و2 منها لعراقيين، هذا على الرغم من ان عدد العراقيين المقيمين في الكويت كان يبلغ عشرة آلاف العام 2005(!).
-7 جرائم الاجهاض 70% لكويتيين و30% لمائة وخمسين جنسية اخرى. هل هناك من يود البحث عن السبب؟
-8 الانتحار 120 حالة، 25% منها لهنود و15% لباكستانيين وبنغال، وهذه الارقام يمكن الاستدلال منها على سوء ما تلقاه جنسيات معينة، وبالذات من العمالة الرخيصة، من معاملة غير انسانية بحيث تدفعها اوضاعها المعيشية الى الانتحار او الشروع فيه!
-9 كان نصيب الكويتيين من جرائم التزوير والتزييف كبيرا جدا، وهذا امر لم يكن معروفا من قبل، اي قبل هبوب رياح الجنوب الخشنة. وما يؤكد ذلك ان عدد جرائم السلب بالقوة التي ارتكبت من حملة الجنسية الكويتية بلغت 130 جريمة تقريبا، مقابل عدد لا يزيد كثيرا على ذلك لبقية الجنسيات الاخرى، وهذا يدعو للتساؤل عن سبب اقدام مواطنين مرفهين على سلب آخرين بالقوة وباستعمال السلاح؟
-10 يمكن ملاحظة الظاهرة الخطرة نفسها في جرائم السرقة، حيث نجد للكويتيين نصيبا كبيرا يزيد على 30%!
-11 اما جرائم هتك العرض والزنا والمواقعة الجنسية والتحريض على الفسق والفجور والخمور والمخدرات، فقد كانت حصة المواطنين الكويتيين فيها 60%، وهذه نسبة عالية بكل المقاييس، خصوصا على ضوء ما تدعيه 'الجمعيات الدينية المسيسة'، وقوى التخلف الحضرية والصحراوية الاخرى من اننا نعيش 'صحوة دينية مباركة' منذ اكثر من ثلاثة عقود (!).
ان ما تضمنته هذه الجداول من معلومات تعتبر ذات اهمية قصوى للاكاديميين الجادين، وما اقل عددهم. كما انها مهمة ايضا لعلماء الاجتماع والسياسيين. حيث نجد ان المقيمين بصوره غير قانونية كانوا الاكثر ارتكابا لجرائم المخدرات بعد الكويتيين والمصريين والايرانيين. كما ان حصتهم كبيرة في الجرائم الخلقية كهتك العرض، مع اختلافنا على ما يمكن ان يوصف بجريمة هتك عرض، فقد توسع المشرع في الامر بشكل كبير! كما ان عدد من تورط من 'البدون' في جرائم السرقة والسلب بالقوة والاعتداء بالضرب على الآخرين والتزييف قد بلغ ايضا مستويات مقلقة مما يتطلب النظر في امر تنظيم وجودهم بطريقة اكثر جدية وسرعة.