أموال الجمعيات الدينية المسيسة (3/3)
نعود لموضوع جمعية اعانة المرضى ونقول إن حادثة الاختلاس الاخيرة لاموالها لا يمكن اعتبارها، من الناحية المنطقية، الحادثة الوحيدة والشاذة، وذلك نظرا لكبر حجم المبلغ المختلس وطول الفترة التي تم فيها الاختلاسِ فطبقا لتصريح السيد محمد الشرهان، رئيس الجمعية، فان المحاسب الذي اختلس مبلغ الثلاثة ملايين دينار ونصف المليون تم توظيفه في العام 2002 وان عملية الاختلاس بدأت قبل 3 أو 4 سنواتِ وهذا يعني ان المحاسب اكتشف حجم أموال الجمعية الكبير منذ اليوم الاول وانها اموال لا صاحب لها وتسهل سرقتها، فالمال السايب يعلم الحرام، كما يقالِ وتصريح السيد الشرهان 'يدحض'، لكي لا نقول يكذب، تصريحات وتأكيدات كل وزراء الشؤون، وكبار مسؤوليها، الذين 'طرشوا' آذاننا بتأكيداتهم المستمرة، من احداث 11 سبتمبر على الاقل، بان الوزارة تقوم بتدقيق سجلات الجمعيات بشكل دقيق ومستمر! واكتشفنا الان ان الواقع هو خلاف ذلك تماما، في الماضي والحاضر، وربما في المستقبل ايضا.
ولو افترضنا ان المبلغ المختلس من حسابات الجمعية لا يمثل سوى 10% من كامل ارصدتها فهذا يعني ان اجمالي ارصدة الجمعية ربما يتجاوز 35 مليون دينارِ ولو علمنا ان هناك اكثر من 120 جمعية ولجنة وهيئة مماثلة لهذه الجمعية في الكويت وحدها، والرأسمال الرسمي المعلن لواحدة منها فقط يبلغ مائة مليون دينار، هذا بخلاف ما قامت بتجميعه طوال السنوات العشرين الماضية، لتبين لنا الحجم الخرافي لاموال هذه الجمعيات المسيسة والمسماة بالخيرية.
ولفهم ادق لممتلكات وحجم وقوة جمعيات الكويت الخيرية فان من المفيد العودة إلى الخبر الذي نشر في الصحف الاردنية كافة قبل اسابيع، وتم شبه التعتيم عليه في الكويت، والذي تعلق بقيام الحكومة الاردنية بتجميد ارصدة حسابات احدى جمعيات الاردن 'الخيرية'، التي كانت بحدود المليار دولار (!!!) فاذا كان هذا حال جمعية واحدة في بلد فقير نسبيا كالاردن، فما هو اذا حال جمعيات دولة كالكويت، نترك الجواب لذكائكم وفطنتكم.