الأكاديمية الحديثة
في ظاهرة ملفتة تكالب عدد من الطلبة الكويتيين والمصريين في السنتين الاخيرتين للدراسة في 'الاكاديمية الحديثة' في مصر، وهي مؤسسة تعليمية خاصة، حتى تجاوز عددهم الثلاثة آلاف، لهذا السبب، ولأسباب عدة اخرى، قررت وزارة التعليم العالي في الكويت رفض الاعتراف بشهادات التخرج من هذه 'الكلية'!
وفي مبادرة نحو إنصاف الطلبة الكويتيين الدارسين في تلك 'الاكاديمية' اقترح احد الزملاء الكتاب قيام وكيلة وزارة التعليم العالي بزيارة القاهرة والاطلاع عن 'كثب' على احوال الجامعة ومن ثم رفع ما لحق بسمعتها من سوء وغبن!
سنفترض حسن النية وراء هذا الطلب، بالرغم من غرابته، لكن منذ متى كان من وظائف وزراء او وكلاء وزارات التعليم في أي دولة كانت تقييم الجامعات وتحديد مستوياتها وقبول او رفض الاعتراف بشهاداتها، ومن يقول بأن لدى الاستاذة الشيخة رشا الصباح، مع كامل الاحترام لشخصها، الخبرة في تقييم الجامعات.
ان تقييم أي جامعة مهمة صعبة ومعقدة، وبالتالي فليس بامكان فرد او اكثر القيام بهذه المهمة، فهي، من الناحية المهنية البحتة، من اختصاص الهيئات والمؤسسات الاوروبية والاسترالية والاميركية فقط، وذلك لما تمتلكه من استقلالية وحيادية تامة في مثل هذه الامور! اما قيام مسؤول هنا أو هناك بزيارة يطلع فيها على اثاث الكلية ومبانيها وحدائقها والالتقاء بهيئتها الدراسية وسماع جمل المجاملات المطولة والممطوطة منهم فهو العبث بعينه.
وعليه نطالب بدورنا وزارة التعليم العالي في الكويت بتكليف الجهة نفسها التي تقوم باعتماد تقاريرها ودرجاتها عن الجامعات الاوروبية والاميركية التي يتم ايفاد طلبة الكويت إليها بوضع دراسة عن مستوى هذه الكلية، لكي لا يضيع سدى مستقبل العديد من الطلبة الكويتيين الدارسين في هذه الكلية، هذا إذا ارادت الوزارة حقا مساعدة هؤلاء الطلبة وعدم تركهم لمصيرهم المجهول.