بحر الوكيل العنزي
بعد ان وقع 'الفاس بالراس' وحدث المحظور وعاشت مناطق ومنازل كثيرة في الكويت بلا ماء لأيام، منها منزل النائب وليد الطبطبائي، وبعد ان تبين ان هناك 'فسادا شديد الفساد' في وزارة الطاقة، وبعد ان حرمت مناطق كثيرة وستحرم في الصيف المقبل من الكهرباء وبعد أن ضجت البلاد بالشكوى من هذا التسيب الاداري غير المبرر والسخيف حقا، خرج علينا السيد حمود العنزي الوكيل المساعد لمشاريع محطات توليد الطاقة ومشاريع محطات تقطير المياه (يا لها من تسمية طويلة) بتصريح ذكر فيه ان البيروقراطية والروتين الحكومي أديا إلى تأخير مشاريع الوزارة وتسببا في نشوء أزمة انقطاع المياه الاخيرة، وذكر أن 'وزارته' اقدمت على سحب 800 مليون غالون، أو ما نسبته 33% من الاحتياطي الاستراتيجي لمواجهة العجز (!!) وهذا اعتراف خطير جدا، وما كانت وزارة الطاقة لتقدم عليه، او تعترف بالقيام به، لو كانت هناك محاسبة في دولة تعودت الا تحاسب اي مخطئ! لأن الاحتياطي الاستراتيجي مخصص لمواجهة الاحداث الطارئة فقط كالحروب او تلوث مياه البحر او انقطاع الوقود، وليس لتغطية اهمال موظفين حكوميين!
واضاف السيد الوكيل المساعد أن لدى الوزارة دراسات كاملة عن حاجة البلاد من المياه والكهرباء لعشرين سنة مقبلة (!!) وهذا اعتراف خطير آخر، فاذا كانت الدراسات المتوافرة تعلمنا عن احتياجات البلاد حتى العام 2025 فمن كان وراء وقوع الخطأ بعد سنوات قليلة من وضع الدراسة، ومن يضمن الا تتكرر المشكلة؟
ويضيف السيد العنزي قائلا في تصريحه الصحفي ل'الوطن' 7/8 ان مشاريع وزارة الطاقة تغطي احتياجات البلاد من الكهرباء والماء حتى العام 2015! ويعود ويناقض نفسه ويقول ان القطع المبرمج للطاقة سيعود في العام المقبل في حال زيادة الاستهلاك عن المعدل! فأي دراسة هذه التي تفشل في تحديد حاجة البلاد لسنة، وهي موضوعة لخمس عشرة سنة مقبلة! بالرغم من اهمية الدراسات المستقبلية والتخطيط لاحتياجات البلاد فانها لا تزيد على ان تكون ارقاما وتنبؤات على الورق ان لم يصاحبها برنامج تنفيذي واضح وشامل.
وما نأخذه على الوكيل المساعد هو تصريحه المتأخر جدا الذي ذكر فيه ان عجز الوزارة عن تقديم الحد الادنى المطلوب منها توفيره من كهرباء وماء ناتج عن البيروقراطية والروتين الحكومي! حيث كان حريا به قول ذلك قبل استفحال المشكلة وليس بعد وقوعها!
نتمنى، واملنا ضعيف، جدا في ان يتمكن الوزير الجديد للطاقة، والذي حسب علمنا لا مشاغل انتخابية او كروية او تكتيكية لديه، من وضع حل لمشكلة الكهرباء والماء، فما يحدث من نقص ماء وكهرباء في دولة غنية وذات ثراء نفطي كبير وتقع على بحر عظيم خال من التلوث، امر مخجل ومسيء لنا جميعا الى درجة كبيرة!