قصة مدرسة من الانترنت
سلمت مدرسة الفصل اوراقا لطلابها وطالباتها وطلبت من كل منهم تدوين اسماء البقية فيها، مع ترك فراغ بين كل اسم وآخرِ عندما انتهوا من ذلك طلبت منهم التفكير مليا ومن ثم تعبئة الفراغ الموجود تحت كل اسم بصفة جميلة يعتقدون بوجودها في صاحب او صاحبة ذلك الاسمِ قامت بعدها بجمع الاوراق، ومن ثم العودة الى موضوع درس ذلك اليوم.
خلال عطلة الاسبوع قامت بتفريغ الصفات الجميلة التي وردت في تلك الاوراق في كشوف جديدة باسم كل طالب وطالبة على حدة، وقامت في اليوم التالي بتسليم كل واحد وواحدة كشفا يحتوي على الصفات الجميلة التي يراها زملاؤها الاخرون فيه او فيها!
خلال دقائق كانت الابتسامات العريضة مرتسمة على كل الوجوهِ وسمعت المدرسة همسات الطالبات والطلاب وتعليقاتهم مثل: 'لم اكن اعتقد انني اعني كل هذا للاخرين'ِ او 'لم اعلم بانني محبوبة الى هذا الدرجة'!
انتهى درس ذلك اليوم وانتهى معه الحديث الى الابد في ما تضمنته تلك الاوراق من صفات، ولم تعرف المدرسة قط عما اذا ناقش طلبتها الموضوع خارج الفصل بعدها، ولكن ذلك لم يعنها كثيرا، فقد كانوا لحظتها سعداء مع انفسهم ومع زملائهم الآخرين، وهذا ما كان مهما لهاِ بعد سنوات من التخرج قتل احد طلبة ذلك الفصل في حرب فيتنام وكان من المميزينِ قررت مدرسة الفصل حضور مراسم دفنه، وكانت تلك تجربة جديدة بالنسبة لها.
كانت الكنيسة ممتلئة عن آخرها بأهل الجندي واصدقائه، ومروا الواحد تلو الاخر بنعشه، وكانت المدرسة آخر من القت عليه نظرة الوداع، وعندما تنحت جانبا بانتظار انهاء مراسم 'الجناز'، تقدم منها شاب في مقتبل العمر وسألها: هل كنت مدرسة مارك لمادة الرياضيات؟ وعندما اجابت بنعم قال لها ذلك الشاب ان مارك كان دائم الحديث عنها!!
بعد الانتهاء من المراسم كافة قرر عدد من زملاء مارك السابقين من ايام الدراسة الالتقاء لتناول طعام العشاء، وكان والد ووالدة مارك من بينهم، وكان واضحا انهم يودون التحدث مع مدرستهِ وعندما التقوا قالت الام لها: 'نريد ان نريك شيئا وجد مع ابننا عندما قتل'ِ وهنا اخرجت الام محفظة ومن داخلها سحبت ورقة مهترئة الاطراف مطوية عدة طيات.
عرفت المدرسة على الفور، ومن دون ان تنظر الى الورقة ما هو مدون عليها، فقد كانت الورقة نفسها التي اعطتها له عندما كان طالبا في فصلها والتي دونت فيها جميع الصفات الجميلة التي قالها زملاؤه وزميلاته عنه!
شكرتها الام على ما قدمته لابنها وقالت ان تلك الورقة عنت له دائما الكثير، وهنا تجمع حولهما بقية طلابها وطالباتها السابقين وقال احدهم: انا لا ازال احتفظ بورقتي في احد ادراج مكتبي في البيتِ وقالت اخرى ان زوجها، الذي كان احد طلبة ذلك الفصل، ولشدة تعلقه بتلك الورقة، طلب منها وضعها في البوم زواجهماِ وقالت طالبة اخرى انها تحتفظ بها ضمن صفحات مذكراتهاِ وهنا تقدمت فيكي وفتحت حقيبة يدها واخرجت من داخل محفظتها تلك الورقة وقد اصبحت بالية، وقالت انها تعتقد ان الجميع احتفظ بورقته بطريقة او بأخرىِِِ وهنا فقط لم تستطع المدرسة تمالك نفسها فتهاوت على اقرب مقعد واخذت تجهش في البكاء.
* * *
ان الضغوط اليومية التي نتعرض لها والكثافة السكانية التي تحيط بنا تنسينا عادة ان الحياة يمكن ان تنتهي في يوم ما فجأة ومن دون سابق انذارِ ولا يبدو ان احدا يعرف متى سيحدث ذلكِ وعليه نرجو من كل منكم ان يخبر من يحب، وقبل ان يفوت الاوان ويصبح قول ذلك متأخرا، بانه يهتم به او بها وانهم يعنون له الكثير، وانهم مميزون ومهمون في حياته!