عامر الزهير ومحمد السنعوسي

عامر الزهير، لمن لا يعرف، مخرج مؤهل بدرجة عاليةِ والأهم من ذلك مخرج مبدع، من عيوبه الواضحة حبه المفرط لوطنه وعدم تملكه لناصية 'الخش والدمس' ومسح الجوخ، والأخيرة من الصفات التي كادت أن تصبح من سمات مجتمعنا الذي زادت فيه الطفيليات كثيرا.
قام المخرج الزهير قبل أكثر من عام بالعمل، سينمائيا، على توثيق مرحلة مهمة من تاريخ الكويت السياسي والانساني، وهي المرحلة المتعلقة بإعطاء المرأة ما سلب منها من حقوق ترشيح وانتخاب.
لأسباب تتعلق بالطريقة التي فرضت فيها عقليات متخلفة آراءا ورغباتها على أفكارنا وأذواقنا، منعت رقابة وزارة الاعلام، في عهدها السابق، بث هذا الفيلم الهام والمميز على تلفزيون الكويت، بالرغم من أهميته التاريخية والإنسانيةِ ولو وجد هذا الفيلم طريقه الى جمهور الناخبين الكويتيين الآن لكان له تأثير مباشر وقوي على آراء الكثير من المرشحين الذين كانت لهم بالأمس القريب، وستكون لهم مستقبلا، إن فازوا، مواقف مخجلة من حقوق المرأة عموما.
ربما كانت تلك آراؤهم وقناعاتهم وقتها، ولكننا أصبحنا الآن نراهم يتراكضون بدون حياء أو خجل، لنيل رضاها، والاجتماع بها في مقراتهم وأخذ الصور الفوتوغرافية معها، بنقاب أو بحجاب أو بغيرها!!
وفي هذا السياق لم يكن مستغربا قراءة التبرير الذي ورد على لسان المرشح ناصر الصانع، عضو الدستورية التابعة لحركة الإخوان المسلمين، أمام جمع من النساء في مقره، من أن تصويته ضد 'حقوقها' كان لأسباب اجتماعية وليس لوادفع شرعية!! ولم يجد كلمة أخرى يذكرها غير كلمة 'حقوقها' ومع هذا لم يخجل من القول أنه وقف ضد 'الحقوق' لأن حزبه السياسي الديني أراد ذلك!
المهم أن المخرج الزهير لم يرضخ لقرار حظر حرض فيلمه في التلفزيون حيث سعى، وبكل نشاط، لعرضه في مختلف الجمعيات المهنية والنقابات والجامعات متكافأ الكثير، ماديا ومعنويا.
نتمنى على وزير الاعلام الجديد الصديق محمد السنعوسي، طلب مشاهدة، فربما يوافق، وهو الذي عرف عنه حبه وتقديره لفن السينما، على عرضه في التلفزيون.
***
* ملاحظة: ما أن نشرت الاذاعة اعلانا يتعلق بحاجتها لعدد من المذيعين حتى تجمعت اعغداد كبيرة من الراغبين في العمل أمام مبناها في ذلك اليوم الشديد الحر، وقف في الطابور الطويل شخص يعاني من صعوبة شديدة في النطق، أي التأتأةِ ولم يحاول بالتالي التحدث مع من كان حولهِ وعندما جاء دوره بعد انتظار زاد عن الساعات الثلاث وقوفا في الشمس، دخل على لجنة الاختيار وقال لهم: 'لا أ أ ت ت ت تحسبوا ح ح حسابي'!
تذكرت هذه النكتة وأنا أقرأ الاعلانات الكبيرة، والمكلفة، التي قام بعض المواطنين بنشرها في الصحف والتي أعلنوا فيها عدم نيتهم، أو اعتذارهم، عن خوض غمار الانتخابات، وكأن لدى هؤلاء شكا بأنهم إن لم يقوموا بوضع تلك الاعلانات فان الناخبين سيقومون باختيارهم رغما عن أنوفهم وشفاههم!!

الارشيف

Back to Top