اليمني وانتقام الأميركية
نشرت 'القبس' قبل ايام في صفحتها الاخيرة قصة امرأة يمنية عادت الى منزلها، بعد غياب ايام في المستشفى، لتكتشف بأن اثاث بيتها اختفى!
اعتقدت أن اللصوص هم السبب ولكن تبين لها بعد ذلك، ان زوجها قد تزوج بأخرى واخذ اثاث المنزل معه.
ذكرتني هذه المأساة، التي اعتبرها البعض طرفة مسلية، بقصة سبق ان قرأتها في الانترنت عن زوجة اميركية وصل الخلاف بها مع زوجها الى مرحلة الطلاق بعد ان هجرها لفترة طويلةِ وفي احد الايام طلب محام منها اخلاء البيت لأن ملكيته، حسب عقد الزواج، تعود للزوجِ احتفالا بالمناسبة قامت السيدة بدعوة صديقتها لمشاركتها آخر وجبة عشاء تتناولها في البيت الذي قضت فيه اجمل سنوات حياتهاِ وفي صباح ذلك اليوم اشترت كمية من الربيان الطازج، وقامت بتحضيرها للعشاء.
في صباح اليوم التالي، وقبل مغادرتها المنزل الى الابد، قامت بدس كميات من قشر الربيان في فراغ القضبان الحاملة لستائر صالة الاستقبال.
انتقل زوجها السابق، وعروسه الجديدة الى البيت بعد يوم من تركها لهِ وكانت رائحة قشر الربيان النفاذة والكريهة قد بدأت بالانتشار في البيتِ لم ينم الزوجان الجديدان ليلتها، واضطرا في اليوم التالي للانتقال الى احد الفنادق ريثما تقوم شركة سجاد بتغيير كامل سجاد البيتِ ولكن ذلك لم يجد نفعا فاضطرا الى تغيير اقمشة الستائر، ولكن من غير فائدة، وهنا قررا استبدال كامل ورق الحوائط بنوع جديد، وهذا ايضا لم يجد نفعا، فقد بقيت الرائحة وزاد عنفها وعصفها.
وهنا قررا البقاء في الفندق لفترة اطول ريثما تنتهي شركة تنظيف متخصصة من عملية رش البيت بكل المبيدات الحشرية، وتعطير مداخله ومخارجه، وتغيير بعض اطقم الحماماتِ وهذا ايضا لم ينفع بشيءِ وهنا قرر الرجل بيعه بعد ان ارهقتهم فواتير الفندق وتعبا من المكوث فيه لفترة اطول.
لم يجد صاحب المنزل من يشتريه بسعر السوق لأن سمعته كبيت 'بوريحة'، قد اصبحت على كل شفة ولسان، فاضطر الرجل الى تخفيض السعر بدرجة كبيرة، ولكن كل ذلك لم يكن كافيا لإغراء احد بشرائهِ وهذا دفع السمسار لطلب سحب البيت من السوق لأنه اصبح يؤثر على سمعته وسمعة مكتبه، وهنا تقدمت زوجته الاولى وعرضت شراء البيت بمبلغ لا يتجاوز نصف قيمته السوقية، وقالت انها تقدم على هذا، وهي على اطلاع تام على حجم التضحية والمخاطرة التي تقدم لا لشيء، إلا لأن لها ذكريات جميلة وعزيزة في ذلك البيت.
قبل الرجل العرض من دون تردد، معتقدا أنه نجح في الضحك على زوجته السابقةِ وامعانا في إذلالها ونكاية بها، قام في يوم استلامها للبيت بإحضار سيارة شحن كبيرة وعدد من العمال، وقام بنقل كل الاثاث لمنزله الجديد، بما في ذلك قضبان الستائر.