شهادات الدال والإعلان
كلما قابلت من يحمل 'شهادة دكتوراه' تملكني الأسى والأسف لما تعرضت له هذه الشهادة العليا من ابتذال على أيدي مجموعة لا بأس بها من المواطنينِِ فما أراه حولي يثير الحيرة حقا، فمن الواضح ان عددا متزايدا من حاملي هذه الشهادات، خاصة الذين يصرون على ان يسبق لقبها اسماءهم ومقالاتهم، لم يقوموا بجهد حقيقي للحصول عليهاِ وربما لم تزد جهودهم عما يتطلبه امر فتح محافظهم المالية ودفع ثمنها نقدا، فضحالة معلوماتهم وانخفاض مستوى فهمهم العام لا يجعلانهم جديرين بأي شهادة عليا، دع عنك دكتوراه فلسفة!
ولكن ما شجع هؤلاء، ومن سبقهم ومن سيلحق بهم، على سلوك هذا الدرب المزيف، هو التقدير والتشجيع، الرسمي قبل الشعبي، الذي عادة ما يناله كل من يحملها، بصرف النظر عن مستواه العلمي، او مستوى الجامعة المانحة او التخصص العلمي الذي نال الشهادة فيه!! فنسبة كبيرة من حاملي هذه الشهادة لا يتكلمون لغة دولة الجامعة المانحة لهاِ كما ان إلمامهم باللغة الانكليزية لا يزيد عن المام طالب في المستوى الثانوي! والامثلة من حولنا اكثر من ان تعد وتحصى.
واتذكر بهذه المناسبة ذلك الاعلان 'الطريف'، الذي نشره احد المواطنين في صحيفة يومية قبل ايام، وقدم الشكر خلاله ل'شيخ سفير' في دولة خليجية، لقيامه بالاتصال به لتهنئته على نيله شهادة دكتوراه! ولم ينس الدكتور الجديد وضع صورته وصورة الشيخ المتصل في الاعلان.
كما قام، 'مجتهدا'، بذكر رقم هاتفه النقال تحت اسمه في الاعلان، ربما في ايحاء للآخرين للاتصال به وتهنئته كذلك على حصوله على شهادته العليا، وهذا ما لا نشك في حدوثه!