بلد المليون جمل

ورد في الصفحة الأولى من السياسة (22/4) ان بعض أصحاب حظائر الماشية في كبد ينوون رفع دعاوى قضائية ضد الهيئة العامة للزراعة، بسبب قرارها تطبيق القانون، فيما يتعلق بشروط حيازة الحظائر.
ويبدو من فحوى الخبر ان دولة المليون بعير في طريقها الى الزوال، ان نجحت الجهود الاصلاحية للمدير العام الجديد لهيئة الزراعة.
فمن المعروف ان إدارات الزراعة السابقة قامت، بنسب متفاوتة بينها، بتوزيع مئات المزارع وحظائر الماشية (الجواخير) على المواطنين، من اصحاب الحظوة والواسطة بالذات، بشروط ميسرة، وأحيانا بغير شروط، وكان اصعب تلك الشروط احضار ما يثبت تملك طالب الجاخور لمجموعة من الخراف والجمالِ وهكذا تنقلت مجموعة من الماشية بأرقام 'شاصياتها' المثبتة في مؤخراتها، من شخص الى آخر، ومن جاخور الى آخر، كإثبات حيازة!
ان نظرة واحدة على اسماء وعدد ومساحات حظائر الماشية التابعة للهيئة تعطي انطباعا بأن في البلد اكثر من مليون بعير، ومليونا آخر من الخراف، ولكن زيارة واحدة لمنطقة كبد تبين مدى سذاجة هذا الانطباع!
فبين كل عشر حظائر ليس هناك اكثر من واحدة أو اثنتين تحتويان على بعض الخراف والتيوس البائسة، وربما بقرة هزيلة هنا أو جمل اجرب هناك، أما عدد الفلل والمزارع والمخازن في تلك المنطقة، فحدث ولا حرج.
ان رئيس هيئة الزراعة مطالب بالصمود والوقوف امام مطالب الفساد، فما حصل في الهيئة في السنوات السابقة من تسيب وتنفيع بهدف شراء ولاءات سياسية، ولأغراض انتخابية يجب ان لا يستمر الى الابد.
وعلى المدير الجديد عدم الخوف من خسارة منصبه، فقد جمد لسنوات طويلة عندما كان نائبا لرئيسها، وعاد لها رئيسا ومديرا عاماِ وكما لم يدم المنصب لمن كان قبله، فإنه سوف لن يدوم له، وبالتالي نتمنى عليه الاستمرار في الاحتفاظ بالسمعة الطيبة التي طالما تمتع بها، وان يصمد أمام كل الضغوطِ وأعتقد ان ابواب مكتب سمو رئيس الوزراء مفتوحة أمامه ان تعرض لأي مضايقات غير قانونية، سواء من متنفذين أو نواب فاسدين أو غيرهم.
***
ملاحظة: لا نريد شيئا من وزير البلدية، ولا من السيد شرار، ولا من المتحدث الرسمي باسم الحكومة سوى ان يخبرنا احدهم عن تفسير منطقي واحد لقيام البلدية بالاعلان عن ازالة 16954 اعلانا مخالفا خلال الاشهر الثلاثة الاولى من هذا العام في محافظة الاحمدي فقطِ في الوقت الذي لم تقم فيه بتحرير أكثر من 12 محضر مخالفة وتوجيه 140 انذارا!
فإذا علمنا بأن هناك 6 محافظات والسنة 12 شهرا، فهذا يعني ان البلدية تقوم بإزالة حوالي نصف مليون اعلان خلال السنة من مختلف المحافظات، ولكنها لا تقوم في الوقت نفسه، وطوال السنة، بتحرير أكثر من 350 محضرا، وتوجيه 4000 انذار! ولا نزال نمني النفس باصلاح سريع!

الارشيف

Back to Top