الفاضلة حصافة وسوق الأسهم (*)
ننعى اليكم اليوم وفاة صديقتنا القديمة الفاضلة 'حصافة'، ابنة 'الفطرة السليمة'، وعلى الرغم من ان المرحومة حصافة عاشت بيننا ردحا طويلا من الزمن، فإن أحدا ليس بإمكانه الجزم بحقيقة عمرها عندما توفيت، فشهادة ميلادها فقدت ضمن روتين الحكومة القاتل.
سوف نتذكر حصافة دائما لنجاحها في تعليمنا دروسا قيمة، مثل معرفة، ان الطيور التي تخرج مبكرة من اعشاشها هي التي عادة ما تحظى بالديدان، وان الحياة ليست عادلة دائما.
وعلى الرغم من ان حصافة عاشت بيننا ضمن سياسات مالية بسيطة ومنطقية، مثل تجنب صرف اكثر مما تكسب، وان البالغين هم الذين يتخذون القرارات المصيرية، فانها كانت دائما تشكو من مرض ما! ولكن صحتها تدهورت بشكل متسارع في الفترة الاخيرة، مع تزايد عائدات النفط، وزيادة المطالبات النيابية بصرف تلك الاموال على المتقاعدين وصغار الموظفين، واسقاط ديون 'الشعب' لدى المصارف والمؤسسات المالية والتجارية وشركات السيارات، وبلغ اليأس من الحياة بحصافة مبلغه، وهي تقرأ تصريح احد النفسانيين في جامعة الكويت الذي ذكر فيه، ان رفض الحكومة اسقاط القروض عن المواطنين، ورفض التدخل لإنقاذ ما يمكن انقاذه من سوق الاسهم، سيصيب المواطنين بصدمة نفسية كبيرة، لأنها جاءت بعدما تأمل الجميع اقدام الحكومة على انقاذها من ورطاتها، وسوء قراراتها!
كما كادت حصافة ان تصاب بجنون خطير في فترة ما، وذلك عند وقوف عدد من صفوة النواب، الذين كان يرجى الصلاح على ايديهم، مع مؤيدي اسقاط قانون فوائد التأمينات الاجتماعية، ومع اسقاط ديون الكهرباء، ومع ضخ الملايين في البورصة، ودعم اسهم اكل الدهر عليها واستفرغها.
لم يحضر الكثيرون مراسم دفن حصافة بخلاف والديها السيد 'صدق'، والسيدة 'ثقة'، وابنتها 'مسؤولية'، وابنها 'رشد'، وهؤلاء لا دخل لهم بالتشكيلة الوزارية الاخيرة، وانخفاض نسبة الحضور مرده الى عدم معرفة الكثيرين بنبأ وفاتها، بعد ان رفضت غالبية الصحف نشر اعلانات الوفاةِ حتى اولئك الذين علموا بالأمر، وخاصة من نواب البرلمان، تعمدوا التغيب عن مراسم الدفن لانشغالهم بمناقشة قانون توزيع اسهم الحكومة في الشركات الكويتية على الاسر الكويتية.
من المهم ان نذكر ان 'حصافة' ماتت قبل تاريخ وفاتها الحقيقي بسنوات، وكان ذلك عندما غشت الدولة موجة لتفضيل المنافقين وسراق المال العام على ضحاياهم!
(*) مترجم من الانترنت بتصرف
***
ملاحظة:
ظلمت اللغة العربية المرأة في 5 مواضع:
1- رجل على قيد الحياة يقال عنه حي، اما المرأة فيقال عنها حية!!
2- عندما يصيب الرجل في قوله يوصف بأنه مصيب، اما المرأة فمصيبة!
3- اذا تولى الرجل منصب القضاء يسمى بالقاضي، اما المرأة فتسمى بالقاضية، والقاضية مصيبة كبرى.
4- اذا اصبح الرجل عضوا في المجلس فإنه يصبح نائبا، اما المرأة فتصبح نائبة، وتعني مصيبة أيضا!
5- عندما يهوى الرجل شيئا يصبح هاويا، اما المرأة فتصبح هاوية، اي جهنم! فهل لديكم حل لهذا الظلم اللغوي؟