نحن نحب الكويت

لا توجد، ولم توجد في الماضي ولن يوجد في المستقبل، اسلوب أو طريقة اكثر فاعلية لاكتساب المعرفة وزيادتها باطراد غير القراءة والقراءة ومن ثم القراءة.
والشعوب التي لا تقرأ محكوم عليها، بحكم المنطق والواقع، ان تعيش ذليلة واسيرة وكسيرة بحكم الجهل الذي ارتضته لنفسها، حتى ولو كان النصر حليفها في مرحلة ما، اما عن طريق السيف او المدفع، فهذا النوع من الانتصار عادة ما يكون وقتيا، يزول مع زوال القوة التي تقف وراءهِ والتاريخ مليء بأمثلة اكثر من ان تحصى.
ولو عدنا للتقارير الصادرة عن الوكالة المتفرعة عن الأمم المتحدة، لوجدنا ان نصيب الدول العربية كلها من الكتب المطبوعة، من مؤلفات محلية او تراجم، لا يساوي نصف ما تخرجه مطابع دولة صغيرة كاسرائيل!
وذكر لي صاحب دار نشر في بيروت ان غالبية الكتب التي تطبع لديهم لا يتجاوز توزيع المهم والجاد المفيد منها الألفي كتاب، والكثير من نسخها تتبقى على أرفف المكتبات لسنوات وسنوات حتى تبلى!
وبالتالي من السخف التشدق بالقول إننا نمتلك، كدول عربية، كل مقومات النجاح الاقتصادي والصناعي والتجاريِ وان في امكاننا مجتمعين، خلق كيان، او كيانات، تكون لها قوة فرض آرائنا وتحقيق مصالحنا السياسية وغيرها على الدول الاخرى، والغربية الكبرى منها بالذات، متى ما اتحدت جهودنا وقوانا وتكاملنا اقتصاديا! وسخف هذا القول كامن في ضعفنا المعرفي الناتج عن شبه انعدام 'فضيلة' القراءة بيننا، فهي المعين الوحيد الذي منه اكتسبت جميع الشعوب قوتها وجعلتها على ما هي عليه من تقدم صناعي وحربي واقتصادي مع ثقة ومعرفة بالنفس مكنتها وأهلتها لتقبل الآخر والعيش معه، لا بل بالتضحية بالمال والنفس من اجل توفير حقوقه كانسان! فامتلاك الموارد الطبيعية الهائلة من معادن ومياه ودرجات حرارة وأرض زراعية شاسعة وقوى عاملة لا تعني شيئا في ظل غياب المعرفة!
***
في أول محاولة جادة، منذ افتتاح اول مكتبة عامة في الكويت قبل اكثر من نصف قرن بقليل، لتعويد الاطفال على القراءة، كون القراءة عادة يصعب على الكثيرين اكتسابها في الكبر، قامت سيدة من آل 'العوضي' وزوجها، بانشاء مشروع طموح ورائد يهدف لغرس المبادئ الانسانية والقيم الوطنية في نفوس الاطفال، وخاصة تلك المواضيع المتعلقة بالمحافظة على البيئة والوعي الصحي والرفق بالحيوانِ كل ذلك من خلال كتب صممت لتتناسب مع تفكير الطفل وعقليته.
الجانب المشرق في الموضوع لا يتعلق فقط بمواضيع مشروع 'العوضي' العظيمة الاهمية كالبيئة والرفق بالحيوان والوطن، وهي جميعها خارجة عن المألوف المكرر الذي تعودنا سماعه في الألف سنة الماضية، بل ايضا في محاولته لوضع الكتاب بين يدي الطفل الصغير من جهة، وتعويد والدي هذا الطفل على مسك الكتاب والقراءة منه مع طفلهما مما يخلق حالة من التآلف والوئام المفيد بينهما.
ان مهارات الطفل لا تمكن معرفتها وبالتالي تنميتها بغير هذا التلاقي اليومي بينه وبين كتاب ووالدين مسؤولين!
لمزيد من المعلومات عن مشروع 'العوضي' يمكن الرجوع الى الموقع الالكتروني: www/welovekuwait.comأحمد الصراف
tasamou7@yahoo.com

الارشيف

Back to Top