وكيل الاستخارة لا الكفاءة
أكدت مصادر مجلس الوزراء نية وزير التجارة ترشيح السيد ميرزا حسن لتولي منصب مدير عام الهيئة العامة للصناعة!
من الواضح ان التعيين، او الترشيح، رئي فيه ان يكون طائفيا، فالوزير والسيد المرشح ينتميان الى طائفة واحدة.
لسنا بطبيعة الحال ضد ترشيح اي كان لمنصب مدير عام الصناعة، ولكننا نعلم أن مدير عام الهيئة بالوكالة السيد يوسف البحر شخص مقتدر، ويمتلك خبرات متراكمة في مجال عملهِ وازاحته، وهو المرشح الاوفر حظا، عن منصبه وتعيين شخص من خارج الهيئة في مكانه امر غير مستساغ، ويحمل اكثر من معنى ويرسل اكثر من رسالةِ وكان من الممكن التغاضي عن الامر لو لم تشب الامر العلاقة الطائفية التي سبق ان اشرنا لهاِ وهنا نحن لا نلوم السيد الوزير، ولا السيد ميرزا على قبول ترشيحه، بل نلوم النظام العام للدولة الذي سمح ولمئات المرات، لكل وزير او مسؤول كبير، الا ما ندر، بتعيين اقربائه او ابناء طائفته او قبيلته في مناصب الجهة القيادية التي يتولى امر ادارتها، والامثلة على ذلك اكثر من ان تحصى او تذكر في هذه العجالة، وكثرتها ماثلة امام عين كل منكر.
لقد كانت العصبيات الطائفية والقبلية وغيرها، ولا تزال، من سمات المجتمعات المتخلفة، والعربية والاسلامية منها ليست استثناءِ فنحن غير قادرين على الفكاك من اسر القبيلة او الطائفة، ولا نزال نردد 'انا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب!'، بصرف النظر عن انعدام كفاءة الابن، او مدى كفاءة ابن العم او الغريب!ِِ لا نريد ان يكون السيد ميرزا او غيره كبش الفداء في قرار الاصلاح الاداري الذي ربما لن يأتي ابدا، والذي كان الوزير شرار بوزاراته غير المرئية اكثر المستفيدين من تأخر صدوره، ولكن مجلس الوزراء مطالب بأن يكون اكثر حصافة في مسألة التعيينات، بحيث يوعز لأعضائه بالابتعاد عن قضايا التعيينات ذات الخلفية القبلية او الطائفية، علما بأن هذا يصعب تطبيقه في غياب اي معيار خاص بقياس كفاءة القيادات المرشحة لتولي المناصب العليا.
والى ان يأتي ذلك اليوم الذي يتم فيه وضع معايير اختيار دقيقة لمرشحي وظائف الدرجة الاولى، فإن طريقة اختيار الوكيل ب 'الاستخارة'، التي سبق ان لجأ اليها وزير تخطيط سابق، هي الانسب والاكثر ملاءمة لطريقة تفكيرنا المتخلف!
***
ملاحظة:
في محاولات للإثراء، او لنيل الشهرة من الضجة التي اثيرت حول 'الرسوم الدانمركية'، قام احد الاطباء النفسيين المصريين بالاعلان عن اقامة محاضرة في الكويت اطلق عليها وصف علمية، ذكر بأنه سيقدم خلالها ردا علميا يعتمد على التحليل النفسي لهذه الرسوم والدلالات والرموز التي تكشف مواطن الخلل والمرض في نفوس من قاموا بها، مع شرح على الرسوم التخطيطية الموضحة لدلالات ورموز تلك الرسوم المسيئة، وكيفية فهم شخصية الانسان من رسومه وفق الدراسات الغربية لمشاهير علماء النفس في هذا المجال!
الى هنا، والامر جميل، ولكن آخر فقرة في الاعلان ذكرت بأن المحاضرة لن تتضمن تقديم الرسوم المسيئة نفسها، فهل شرح لنا السيد المحاضر قبلها الكيفية التي سيشرح لنا فيها نظريته في غياب تام لموضوع المحاضرة؟ وكيف سنعرف حقيقة ما يتكلم عنه؟ وكيف اباح لنفسه رؤية الصور، وتحليلها والتعليق عليها وكتابة محاضرة عنها، واعتبار الحضور غير اهل لذلك 'الشرف؟'.