البيت الوطني للمرة العاشرة
هناك اطراف عديدة متنفذة وغيرها لا تود رؤية أي أثر يذكرها بمرحلة الغزو الصدامي الغادر للكويتِ ولو استبعدنا المجهودات الشخصية التي قام بها اطراف محددون بغية تخليد الحدث من جهة وتحقيق الثراء السهل والسريع من جهة، اخرى، لوجدنا اننا، كدولة وشعب وحكومة، لم نقم، وبعد مرور اكثر من 15 سنة على تحرير الكويت من غزو خطير وشرير سعى لمحو الدولة ومواطنيها عن وجه الارض، بأي عمل جدي لتخليد تلك الذكرى، ولو عن طريق نصب أو معلم يذكر او يؤرخ لهذا الحدث الجلل، كما تكاد تخلو المناهج التربوية من أي ذكر واضح ومفصل لما حدث في الثاني من اغسطس 1990 .
وعليه فان الأمر يحتاج حقا لقيام جهة ما بمهمة تخليد ذكرى الغزو لكي لا يأتي وقت لا يعرف فيه ابناؤنا سبب تسمية برج خرساني عال وخال ب'برج التحرير'!!
ولا بأس هنا من الاستفادة من المجهودات والأعمال البدائية والمتواضعة التقنية التي اقامها البعض من خلال ما اطلق عليه 'بيت الكويت للاعمال الوطنية' والذي انشئ بأموال تبرعات يصعب حصرها من جهة، وجهود العشرات من الشباب والشابات المتطوعين او المنتدبين من جهات حكومية محددة من جهة اخرى، وذلك بعد نقل المقر من مكانه الحالي الى مكان اكثر مناسبة ورحابة وبعد نقل مسؤولية ادارته لجهة مستقلة ذات سمعة جيدة، ونتمنى في هذا الخصوص على النائب النشط عبدالوهاب الهارون الذي سبق ان ابدى اهتماما كبيرا بتطوير عمل 'البيت' وبما كتبنا عن مثالبه المعروفه، اخذ زمام المبادرة مع الجهات الحكومية وبالذات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لتخصيص مقر جديد لهذا المشروع الوطني والحيوي وتعيين مجلس ادارة كفء ومستقل يتولى ادارته بعد استلام العهدة، ان وجدت، من الاطراف القائمة على ادارة البيت حاليا وبعد تقديم الشكر لهم على 'جهودهم' في تأسيس البيت.
نعود ونكرر القول ان جميع الجهات التي كالت المديح بأي اسلوب كان للطريقة التي تدار بها اعمال 'بيت الكويت للاعمال الوطنية' اما غير مدركة ما احاط عملية تأسيس البيت من ملابسات، او ان لهذه الجهات المادحة مصلحة مباشرة، لا علاقة لها بالوطنية والثورية الراديكالية والشعبية، في ابقاء الوضع على ما هو عليه! فدفاع هؤلاء عن قرار بلدية الكويت اخلاء البيت، والبيوت الاخرى التي تقع في تلك المنطقة، يشي بأمر ماِِ ونحن سنفترض حسن نية غالبية هؤلاء.