شعر خميسي اسكتلندي (من الإنترنت)
عندما توفيت المرأة في جناح العجزة في مستشفى صغير في مقاطعة داندي باسكتلندا، اعتقد الجميع انها لم تترك وراءها شيئا يذكر، ولكن عثر بين اشيائها على قصيدة شعرية.
لعذوبة الفاظها وقوة معانيها وزعت نسخ منها على العاملين في المستشفى، وسرعان ما انتشرت بعد نشرها في مجلة طبية دورية، ومن هناك تخاطفتها الايدي والقلوب.
لقد منحت هذه السيدة العجوز المعدمة ماديا العالم شيئا كبيرا، وهي التي كان يعتقد انها لم تكن تملك شيئا لتعطيه:
ماذا ترين أيتها الممرضة؟
بماذا تفكرين، عندما تنظرين الي؟
امرأة هرمة نكدة المزاج!
ينقصها العقل وسيئة الطباع
وعيون تنظر إلى البعيد
والطعام يتساقط من فمها
ولا تجيب عندما تسألينها بصوت عال
'كما اتمنى أن تحاولي'!
ولكن يبدو انها لا تبالي
بما تقومين بعمله وتقوم دوما
بفقد حذائها او خيط منه
وترفض حمام الصباح وتناول الطعام
لكي لا تملأ اليوم الطويل بشيء ما.
هل هذا ما تفكرين به؟ هل هذا ما ترينه؟
اذا افتحي عينيك ايتها الممرضة
فأنت لا تنظرين الي، فسأخبرك من أكون
وانا جالسة هناك بثبات
افعل ما تأمرين به وآكل ما تريدينه
*¹*¹*
أنا طفلة صغيرة في العاشرة
لي اب وام واخوة واخوات
يحبون بعضهم بعضا
وانا فتاة صغيرة في السادسة عشرة
بأجنحة في قدميها تحلم بقدوم حبيب
امرأة في الثلاثين
بأطفال قد كبروا بسرعة
وبرباط يجمعهم ويبقيهم متلاحمين
امرأة في الاربعين، ابنائي قد كبروا
ورحلوا عني، ولكن رجلي بجانبي
لكي يطمئن بأنني لن أندب او اتفجع
في الخمسين يلعب الاطفال عند ركبتي
ونعود لمعرفة الصغار ونعرف محبينا
وتأتي سنوات السواد ويموت زوجي وينتابني الفزع
فصغاري جميعهم مشغولون بتربية صغارهم
واتذكر السنوات والحب الذي كنت اعرفه
ولكني الآن امرأة عجوز والزمن لا يرحم
ومن السخرية ان الكبر يجعلني ابدو مغفلة
الجسد بدأ بالانهيار، والرشاقة والقوة تغادران
وهناك الآن صخرة حيث كان يسكن القلب
ولكن داخل هذا الجسد الهرم لا تزال تسكن فتاة
وبين الحين والآخر يمتلئ قلبي المتعب بعاطفة مفعمة
اتذكر لحظات السعادة، واتذكر لحظات الألم
وانا احب واعيش الحياة مرة اخرى
واتذكر ان السنوات مرت سريعا، بالرغم من قلتها
وعلي ان اقبل الحقيقة المرة بأن لا شيء يدوم
وعليه افتحوا عيونكم ايها الناس
افتحوا عيونكم، فأنا لست امرأة عجوزا نكدة
بل انظروا جيداِِ وانتبهوا إلي.
*¹¹*¹¹*
ملاحظة:
تذكروا جميعا عندما ترون شخصا كبيرا في السن وتحاولون تجنبه او عدم الالتفات إليه، ان له قلبا يافعا بداخلهِِ وأننا سنكون جميعا يوما ما في مثل حالته.