مسؤوليتنا وجارتنا

قامت الثورة الإسلامية المباركة في ايران قبل 25 عاما من اجل اعادة الكرامة للمواطن الايراني، وبالذات الفقير منه ولرفع مستواه المعيشيِ بعد مرور ربع قرن على الجانب الشيعي من 'الاسلام هو الحل' لا تزال سجلات وزارة الداخلية في الكويت، ولا اعرف شيئا عن بقية دول الخليج الفارسي الأخرى، تعج ببيانات القبض على مواطنين ايرانيين يحاولون الدخول الى البلاد بطريقة غير قانونية.
ان محاولات دخول البلاد بصورة غير مشروعة لا تدين فقط السلطات الايرانية، وسلطات الكثير من الدول الافريقية، والعربية منها بالذات، التي فشلت طوال عقود في توفير الحد الادنى من درجات الكرامة لمواطنيها بحيث دفعتهم لركوب الاهوال وتعريض انفسهم للسجن لمدد طويلة، هذا اذا لم يلقوا حتفهم في طريقهم الى دول الحلم، بل ان محاولات التسلل هذه تدين ايضا الدول التي يتم اللجوء إليها، وتبين تراخيها وعجزها، لكي لا نقول تعاون اجهزتها الامنية مع هؤلاء!
وان وجدنا عذرا للسلطات الامنية في الدول الاوروبية لاتساع مساحاتها وكبر حجم سكانها وسهولة الانتقال بينها بدون اوراق رسمية، فاننا نقف عاجزين عن فهم تصور اجهزة الكويت الامنية في معرفة اماكن وعدد المقيمين بصورة غير مشروعة في البلاد، ما كل ما تمثله الكويت من حجم بسيط مساحة وسكانا!
ان من يدخل البلاد خلسة لا يأتي إليها دون علم، بل هناك من يحرضه ويسهل له امر القدومِ وهذا يعني في المقام الاول ان بامكانه البقاء في البلاد والعمل بها وتحقيق ثروة من وراء ذلك ما شاء له ذلك، متى ما نجح في دخولها بدون اوراق رسمية، وهذا يعني ان مسؤوليتنا، كمواطنين متعاونين مع الفساد، وكحكومة، لا تقل عن مسؤولية الدول التي يأتي منها هؤلاء البؤساء والمعدمون.
وضوح هذا الامر لا يحتاج الى تحذير أكثر ولا الى اقتراحات علاج!

الارشيف

Back to Top