سؤال شلع قلبه
كتب الزميل علاء الأسواني في «المصري اليوم»، 2012/1/25، مقالاً بعنوان: «كيف تكذب وتحتفظ بوضوئك»، عن واقعة مسجَّلة بالفيديو لوزير إعلام نظام الإخوان في مصر، الذي سبق أن تحرَّش بمذيعة جميلة على الهواء، وهو على وضوء، وكيف أنه ذهب يوم الاستفتاء ليدلي بصوته، ولما كان الطابور طويلاً دخل الوزير إلى اللجنة من باب خلفي، بينما بقية الناخبين ينتظرون في الخارج لساعات، وقد يكون تصرّف الوزير مبرراً، لأن «عنده شغل»! ولكن أثناء خروجه سألته صحافية شجاعة عن سبب عدم دخوله من الباب الرئيسي، كبقية المواطنين، فأجاب، بلا تردد: أنا دخلت من الباب الرئيسي ولم أدخل من الباب الخلفي! وهكذا لم يصدق الوزير أمام الكاميرات والصحافيين بلا أدنى حرج. وقال الأسواني إن هذا الكذب من وزير في بلد «ديموقراطي» كان سيشكل فضيحة ربما تؤدي إلى الإطاحة به، ولكن في مصر، التي يحكمها الآن المرشد، سيظل الوزير الإخواني في منصبه ما دام المرشد راضياً عنه. الغريب أن الوزير متدين، وهو بالتأكيد يحرص على أداء الصلاة، وهو غالباً كان متوضئاً وهو يكذب. السؤال هنا: ألا ينقض الكذب الوضوء؟ ألا يعلم الوزير المتدين أن الكذب حرام، وأن الله لن يقبل صلاته، إذا كان كاذباً؟ وقال الأسواني إن هذا الكذب لا يختص به الوزير الكاذب فقط، وإنما كل قيادات الإخوان المسلمين، بمن فيهم الكبار. فهم يقولون ما لا يفعلون ويعدون ولا يوفون بوعودهم إطلاقاً، وهم مستعدون لعمل أي شيء من أجل الاحتفاظ بالسلطة. أكاذيب الإخوان بلا حصر وآخرها الاستفتاء الذي تم تزويره بوقاحة لتمرير دستور الإخوان. كل أنواع الانتهاكات حدثت في هذا الاستفتاء، بدءاً من منع الأقباط من التصويت إلى الورقة الدوارة إلى إرهاب الناخبين وشراء أصوات الفقراء إلى التصويت الجماعي وقطع الكهرباء عن اللجان، حتى يتسنى تزوير النتائج، كل ذلك فعله من يسمون أنفسهم الإخوان المسلمين، دون أن يفكروا لحظة أن الكذب والتضليل وتزوير إرادة الشعب تصرفات غير مقبولة وتتعارض مع الإسلام! إلى آخر المقال الشيّق.
وفي رسالة إنترنت ساخرة من صديق عراقي عنونها كالتالي: «سؤال شلع قلبي»، قال فيها إنه عندما تعرّضت مدينة كوبي اليابانية لزلزال كبير قبل سنوات، لوحظ أن رئيس البلدية كان دائم البكاء، أثناء قيامه بتقديم المساعدة للمتضررين والمصابين، وأنه كان يعمل بجد ليلاً ونهاراً طيلة فترة الكارثة ولم يعرف أحد سبب بكائه، وما إن انتهى في يوم من القيام بواجبه، والمشاركة في مراسم دفن زوجته، التي كانت بين الضحايا، حتى ذهب لشجرة وعلّق نفسه بها من رقبته، تاركاً وراءه رسالة تقول إنه انتحر لأنه فشل في توفير مياه الشرب لسكان مدينته! والسؤال الذي شلع قلب صاحبنا العراقي هو: هل سيدخل رئيس البلدية النار، ويدخل وزير الإعلام، الكاذب والمتحرّش ببنات الناس، الجنة لأنه من الإخوان؟
* * *
• ملاحظة: اختارت «الجمعية العربية لجراحة المخ» الدكتور يوسف العوضي رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في «ابن سينا»، رئيساً تنفيذياً للجنتها العليا. علماً بأن انتخابات هذه الجمعية المهنية تخضع لقواعد مهنية صارمة! ود. العوضي هو نفسه الذي عزله وزير الصحة السابق عن منصبه، قبل فترة قصيرة، لعدم الكفاءة، وكادت الكويت تخسره لولا إيمانه بأن حقه لن يضيع.