قصة حب خميسية من الإنترنت
دخل الرجل الثمانيني الى مستوصف المنطقة لإزالة القطب من جرح في يدهِ كانت الساعة وقتها تشير الى الثامنةِ بدا عليه أنه في عجلة من أمره، عندما طلبت منه الممرضة الجلوس بانتظار دوره قال لها بصوت مضطرب بأنه على عجلة، وأن لديه موعدا في التاسعة لا يريد ان يتخلف عنه!
أخذت الممرضة بياناته، ولعدم وجود ما يشغلها تفحصت جرح يده فوجدت انه قد التأم جيدا فقررت التحدث مع أحد الاطباء لكي يقوم بازالة القطب من يده بسبب سنه وظروفه الخاصةِ أثناء ذلك أخذت تبادله الحديث لمعرفة تفاصيل ذلك الموعد الذي جعله يبدو شديد العجلة من أمره، وعما إذا كان الأمر يتعلق بموعد مع طبيب خارج المستوصف، فنفى ذلك قائلا بأنه يود ان يكون في دار العجزة القريب قبل التاسعة لكي يتمكن من تناول طعام الإفطار مع زوجتهِ وعندما سألته الممرضة عن صحتها قال انها أصيبت بمرض الزهايمر منذ سنوات وان حالتها ليست جيدةِ وعندما سألته، وهي تضع الضمادات على جرحه بعد أن أزال الطبيب القطب منه، عما إذا كانت ستشعر بالقلق عليه إن تأخر عن موعده اليومي معها قال انها توقفت منذ خمس سنوات عن التعرف عليه كليا! وهنا سألته الممرضة: وهل تذهب كل صباح لتناول الإفطار معها بالرغم من أن ليس بإمكانها التعرف عليك؟ فقال الرجل الذي تجاوز الثمانين وهو يربت بيده الأخرى على يد الممرضة الممسكة بيده لتضميدها: يا ابنتي، إنها لا تعرف من أنا، هذا صحيحِ ولكن لا أزال أنا أعرف من تكون هي!
وهنا لم تستطع الممرضة منع الدموع من التساقط من عينيها! فهذا هو الحب الذي طالما سمعت به ولم تره في حياتهاِ فالحب الحقيقي ليس جسديا او رومانطيقيا، بل هو قبول الآخر كما كان، وكما هو وكما سيكون عليه!
ملاحظة: إن أكثر الناس سعادة ليس أولئك الذين يمتلكون كل شيء، بل أولئك الذين يحصلون على الأحسن من كل شيء يأتي في طريقهم أو بحوزتهم.