إمسك دجالا
قام دجال مغاربي، في الاول من شهر رمضان، بنشر اعلان في الصفحة الاولى من مجلة كويتية اسبوعية واسعة الانتشار، وخاصة في السعودية، ذكر فيها انه صاحب طريقة مغاربية في العلاج، وانه باحث في علم الماورائيات للعلوم الروحانية والفلكية، وعلوم الطاقة، ويعالج بالقرآن الكريم.
وطلب في اعلانه من الذين لديهم مشاكل روحانية، او الذين يعانون من مرض غير معروف السبب الاتصال به على ارقام دولية دائمة، او رقم هاتف في السعودية، كما اورد عنوانه الذي يمكن الاتصال به عليه على شبكة الانترنت.
قمت من فوري بالاتصال به على هاتف السعودية، فلم يرد عليه، فقمت بالاتصال به على الانترنت، وذكرت له مشكلتي الصحية، التي كانت محض خيال، وطلبت منه مساعدتي في ايجاد العلاج المناسبِ كما ابديت له استعدادي التام لإرسال ما يطلبه من مال، على ان لا يكون كبيرا، لسوء احوالي، عاودت الاتصال به مرة اخرى مذكرا اياه بالأمر، ولكن وحتى كتابة هذا المقال، وبعد مرور 18 يوما لم يردني منه شيء.
لا شك ان هؤلاء الدجالين اناس اذكياء، ومشكلتهم تكمن في عدم قدرتهم على توظيف ما لديهم من ذكاء في التسليم من الأعمالِ كما يوفر لهم الجهل والأمية المتفشيان بيننا القاعدة العريضة التي يعتمد عليها في تحقيق الثراء السريعِ وقد تمثل ذكاء هذا الدجال في نشره اعلانا في صحف كويتية عارضا تقديم العلاج من خلال ارقام هاتف تابعة لدولة اخرىِِ وهذا يعني ان ليس في استطاعة السلطات الكويتية ملاحقته او مقاضاته ان شاءت علما بان 'صلطاتنا' لا تقوم عادة بملاحقة مثل هؤلاء المشعوذين، ولدينا الكثير منهم!
كما ليس في امكان الدولة التي تتبع لها ارقام الهاتف ملاحقته لعدم علمها، أو اكتراثها، بما ينشر من اعلانات في صحف الدول الأخرى!
ان وجود هؤلاء الدجالين وامثالهم، بيننا هو الذي سهل للبعض التصريح كتابة، والتلميح قولا، وتصديق الملايين لهم، بأن الكارثة الأخيرة التي اصابت اميركا جراء اعصار 'كاترينا' كانت عقابا من السماء! وان ما حدث في كشمير الإسلامية بعدها بأيام من زلزال مدمر أودى بحياة عشرات الآلاف كان امتحانا لصبر المسلمين في شهر رمضان! ويا امة قهقهت من جهلها الأمم!
***
ملاحظة:
قرأت مؤخرا الاعلان التجاري التالي: لصاحبات الشعر الاجعد ننعمه خلال أربع ساعات لمدة سنتينِ تبييض الوجه في ساعة واحدة ويبقى على لونه لأسبوعِ زيت الغار الدمشقي لاطالة الشعرِ لدينا برنامج خاص للنفساءِ حمام دمشقيِ هاي لايت للشعرِ نقش حنة! وكل ذلك ذكر تحت عنوان: نحن نلتزم بالشريعة الإسلامية!