نظريات شخصية (4/2)
لماذا لم تتخلل حركة التحرر الفلسطينية طوال تاريخها النضالي الطويل، الممتد من منتصف ثلاثينات القرن الماضي وحتى سنوات قليلة مضت، اي عمليات انتحارية مثلما أصبحنا نشاهد الآن؟
- وان حدثت مثل تلك العمليات في السنوات القليلة الماضية فلماذا لم نسمع قط بأن فكرة ملاقاة الحور العين، أو عذارى الجنة كانت تدور في مخيلة من قام بتلك العمليات الانتحارية ضمن المدن والمستعمرات اليهودية في اسرائيل أو الأراضي المحتلة؟
- لماذا لم تظهر فكرة التحرر الفلسطيني في أدبيات المقاومة والاستشهاد الأولى (إن صح التعبير) لبن لادن، ملهم وأمير العمليات الارهابية في القرن الحادي والعشرين؟
- لماذا تأخر تبني بن لادن للقضية الفلسطينية، على الرغم من المكانة العظيمة التي كانت للفلسطيني عبدالله عزام في حياته ونفسه؟
- ولماذا ولى الفلسطيني عبدالله عزام، الذي يعتبر ملهم بن لادن ومعلمه الروحي، وجهه شطر افغانستان ليحارب في صفوف الاميركان هناك، وقام من اجل ذلك بتجميع مئات ملايين الدولارات وتجنيد آلاف المجاهدين من مختلف الدول الاسلامية، وبالذات العربية، لمحاربة السوفيت، وتناسى بذلك عمدا قضية وطنه السليب؟
- ولماذا افتقدت كتابات ابن عزام العديدة أي ذكر عن نيته الاتجاه لتخليص وطنه المحتل، من اعدائه الصهاينة، عن طريق كابول؟
- وكيف اصبحت اميركا التي ضحى المعلم والقائد عزام من اجلها بحياته، العدو اللدود لتلميذه وربيبه بن لادن.
- لو لم تنتشر بين شباب هذه الأمة وكهولها نعمة تعلم القراءة وفضيلة الاطلاع في السنوات الاخيرة، بسبب انتشار المدارس التي كان للمستعمر جزء من الفضل في انشائها وانتشارها، ودوره الواضح في اختراع الطباعة وآلاتها التي سهلت انتشار التعليم والقراءة، هل كان من الممكن ان يطلع ارهابيو اليوم على الأفكار المتطرفة في التراث والتي كانت مدفونة لقرون في كتب ابن القيم وابن تيمية وغيرهم، ولعقود طويلة في كتب أبوالاعلى المودودي وسيد قطب وسعيد حوى ومحمد بن عبدالوهاب والعشرات غيرهم؟