لماذا يسرق هؤلاء بالذات ؟

تقابلهم عند المعابد والصوامع وفي الطرقات والأماكن العامة الاخرى بملامح التقوى والورعِ كما تجد أصوات الغالبية منهم كالهمس وكلام البعض منهم يكاد يتفتت من العذوبة والرقة، كما تتخلل أحاديثهم بسملة طيبة، في البداية والمنتصف والنهاية، وحوقلة حذرة عند ذكر ما يخشى حدوثه او ما يفزع ذكرهِ تسبق أسماء الكثيرين منهم ألقاب علمية ودينية منها 'أ' ومنها 'دال' وكثيرا ما يجتمعان فتحسب نفسك أمام طود شامخ من العلم، وما إن يضاف لكل ذلك لقب 'الشيخ' او 'الداعية' أو 'المفكر' حتى تود لو تخر راكعا لمن تمثلت فيه صفات الورع والتقوى مع العلم الغزير والفهم الكثير!
ولكن ما إن يفتح هؤلاء أفواههم وتستمع لأحاديث الكثيرين منهم، أو تقرأ مقالات سادتهم أو فروخهم، لا فرق، حتى ينتابك اليأس والبؤس والحزن العميق على كل تلك الضحالة الفكرية حيث لا يعرف غير ترداد جمل قديمة مكررة غير ذات معنى، وغير شتم مناوئيهم، والغمز واللمز من قنواتهم، وسرعان ما ينتابك الألم بسبب كل ذلك الوقت والمال والجهد الذي أنفق وأهدر على تعليم وتربية هؤلاء في معاهد وجامعات (!!!) تنتمي أشكال غالبية مبانيها إلى القرن الواحد والعشرين ومضامينها، من مواد وعقول لما مضى وولى من قرون ضائعة.
لا اعتراض لنا على كل ذلك، ولكل امرئ ما أراد من سبيل عيش، ولكن من حقنا أن نتساءل عن سبب انحصار عمليات السرقات الأدبية ولطش المقالات الصحفية في فئة واحدة من الكتاب الصحفيين دون غيرهم؟ ولماذا تخصص عدد لا بأس به من المنتمين للتيار الديني ومن ممثلي أحزابهم السياسية الدينية في الصحافة المحلية في سرقة كتابات الآخرين ونسبتها لأنفسهم؟ هل لأن سرقة الإنتاج العقلي للغير أمر مقبول دينيا لعدم صدور فتوى تحرم القيام به؟ أم أن الأمر يعود لخواء فكر هؤلاء وضحالة تفكيرهم حيث أجبرتهم رغبتهم في البقاء في دائرة الضوء للتمتع بنعيم الدنيا 'الفانية' من رواتب ومكافآت وامتيازات، على استسهال سرقة ما كتبه الآخرون ونسبته إلى أنفسهم؟ وكيف يمكن أن نصدق أن سراق المقالات هؤلاء، وبالذات الذين تسبق أسماءهم مختلف الألقاب والذين تصدوا للتدريس والإفتاء والتشريع، قد حصلوا على شهاداتهم 'الأكاديمية' بطريقة سليمة وصحيحة؟
نتمنى من 'فروخ' الأحزاب الدينية عدم التصدي للرد على هذه التساؤلات، أو محاولة توضيحها، فشهاداتهم مجروحة مجروحة مجروحة.

ملاحظة:
عندما ترى 'الفرخ' مقبلا عليك نافشا ما نبت له من ريش مهددا متوعدا فلا تخف ولا تجزع منه ولا تدر له بالا، فهو ليس أكثر من فرخ.

الارشيف

Back to Top